لا تسأليني
أيتها الصديقة الغريبة
عن أحلام المواقد الدامعة
في ليالي الدراويش..
عن العمر المسافر
في اقداح النبيذ
وعلى ارصفة البكاء..
لا تسأليني
فربما الأجدر بكِ
أن تسألي كل المقاهي الحزينة
النائية بشجن الغناء
أو ربما وعلى براح المجاز
عن القطط
التي تنتفض من لثغة الشبق
عند كل خريف …!
ربما انطفأت
تلك المنامات الغزيرة
في احداق النجوم
ذات شتاء
تلك التي احترقت
قمصانها في حدائق الجمر
لا تسأليني
عن الاقداح الخائبة
أمام نزاهة الظمأ
حين يخذلها النبيذ
بسوءة الصحو!
لا تسأليني
عن سفر الريح المهيضة
الجائعة من جيوب الغرباء
تلك التي تركت خلفها
كم من الهزائم الصاخبة
على موائد الوجع
لا تسأليني
يا صديقتي
عن كل هذا البكاء
الذي ينمو عند كل غروب
وينتفض من تحت رماد السهر
كل صباح..
لا تسأليني
عن الطفل
الذي ظل قرابة ستون عاما
يحلم ومازال
بالحب الذي لا يهرم
ولا يموت.
3 / 1 / 2022 م