طيوب المراجعات

حكايات مواطن ليبي

كتاب (حكايات مواطن ليبي) للكاتب مفتاح قناو
كتاب (حكايات مواطن ليبي) للكاتب مفتاح قناو

(حكايات مواطن ليبي)، كتاب جديد صدر المدة القليلة الماضية عن مكتبة الكون، لمؤلفه القاص والكاتب الصحفي الأستاذ “مفتاح قناو”، وقد سعدت بإهدائي نسخة من هذا الكتاب من قبل صديقي المؤلف.

ضم الكتاب مقالات كان قد نشرها في زاوية صحفية حملت نفس عنوان الكتاب (حكاية مواطن ليبي) بجريدة أويا خلال السنوات 2006_2009، كما يوضح المؤلف في مقدمة الكتاب التي حملت عنوان (الصحفي مؤرخ اللحظة)؛ والتي يتحدث فيها عن تجربة كتابة تلك الزاوية الصحفية، ويختتمها بالقول: (هذه مجموعة من المقالات الصحفية الأسبوعية نشرت على امتداد ثلاث سنوات كانت للتنبيه لبعض المخاطر التي كانت مع أوضاع كثيرة أخرى سببا فيما حدث في فبراير 2011).

تتميز مقالات الكتاب، بلغة مكثفة، مقتضبة، تتطلبها كل زاوية صحفية محدودة المساحة، وبالتالي نأت المقالات عن الحشو والإطالة والاستطرادات. والمؤلف يتناول قضايا ذات أبعاد متعددة ثقافية بالدرجة الأولى باعتباره أديبا معنيا بالحركة الأدبية والثقافية، كما تطرق إلى قضايا اجتماعية وسياسية، وفي الغالب كانت القضايا محورها المواطن الليبي، حيث التزم المؤلف بمدخل يتكرر باستمرار عن المواطن ليبي، وما يشغله من هموم تلك المرحلة، بعضه مازال معنا حتى الآن، فنحن أساتذة كبار في تأجيل القضايا وعدم الحسم في إيجاد حلول لها.

ومن بين هذه القضايا على سبيل المثال قضايا القروض الإسكانية، والتي تضع شروطا تعجيزية أمام المواطن (حكاية قرض). أيضا يتناول ضعف المرتبات في دولة نفطية (حكاية مرتب)، وانهيار المنظومة الصحية (حكاية الصحة)، وتجربة تحديث التعليم واستيراد التعليم السنغافوري، دون العمل على رفع المستوى المهني للمعلمين والمعلمات (حكاية أبلة رجعة والتعليم السنغافوري)، والمؤلف في هذا المقال يلجأ إلى السخرية وهو يتناول المفارقات التي تحدث في قطاع التعليم، كما نجد أسلوب السخرية يتسلل إلى مقالات أخرى للكاتب وهو يتناول قضايا ذات أبعاد ثقافية مثل مقالته (حكاية عن الفلك وليلة النجمة) والتي يقدم لنا خلالها مشهدا سيرياليا حين تحول مرفق ثقافي وعلمي مهم وهو القبة السماوية، في طرابلس، إلى صالة أفراح، كما نراه في مقالة بعنوان (المثقف السيميائي) يسخر من نموذج معين من أدعياء الثقافة.

وبلغة تنبض حبا ووفاء يكتب عن أدباء رحلوا عن دنيانا مثل الشاعر علي صدقي عبد القادر، مقالة (الشاعر الذي تنحني لكلماته الجباه)، والشاعر لطفي عبد اللطيف، مقالة (لطفي عبد اللطيف) والأديب محمد الزوي، مقالة (حكمة الشيوخ ونزف الأطفال) كما يتطرق إلى قضية الاعتداء على رابطة الأدباء والكتاب من قبل أحد المتنفذين في ذلك الحين، ويتناول أيضا غلق مكتبة البستان من قبل الهيئة العامة للأوقاف، كما يتطرق إلى قضايا أخرى مثل الديموقراطية والتنمية وينتقد القبلية في مقال (مؤسسات المجتمع القبلي) وغيرها من المقالات المهمة التي تضمنها الكتاب  يصعب التطرق إليها جميعا في هذه الإطلالة السريعة التي أحببت أن أقدم فيها.

تحية إلى الأستاذ مفتاح قناو، وأقول له ألف مبروك، ومزيدا من الكتب الجميلة.

مقالات ذات علاقة

صدور العدد الأول من مجلة تاموسني الأمازيغية

المشرف العام

الغرفة 211 إضافة قيمة للثقافة الليبية

عبدالسلام الزغيبي

قراءات في الأدب الليبي: رواية الرداء الأسود لكاتبها علي ثبوت زبيدة

المشرف العام

اترك تعليق