طيوب المراجعات

رواية “حرباء في حديقتي”… عن الحياة في بنـغازي إبان السبـعينيات

عرض لرواية “حـربــاء في حـديقتي، الصــادرة بالإنجليزية
سـنة 2014، عن الحياة في بنـغــازي إبان السـبـعينيات

ليبيا المستقبل

عن ليبيا المستقبل
عن ليبيا المستقبل

رواية حربــاء في حـديقـتي، التي صدرت بالإنجليزية قبل عام، تـدور أحداثــها في بنـغــازي إبان السبـعيـنيات من القرن الماضي. وهي رواية مسـتمدة من تجربة المؤلـفـة الشـخصية. فالمؤلفة، السيدة نيتــا نكلســون، عاشت مع أسرة زوجـهـا المـعـتقـل آنذاك، وقامت بتدريس اللغـة الإنجليزية لعدة ســنوات في جـامـعـة بنـغـازي. الرواية بقـدر ما هي مـفـعـمـة بحب ليبيا، طبيـعـتـها وأهـلـهـا، بقدر ما هي مليئة بالمواقف المحزنـة والمأسـاوية التي كانت سمة تلك السنين من تأميمات للأرزاق والتجــارة والعـقــارات وتغيير العملة ما أدى إلى إفلاس الناس عامة وليس أغنياءهم فقط.. إضافة إلى العنف الجسدي من تدريب عسكري عام، وحرب تشاد التي أودت بحياة شـباب صـغـار دون دربة قتالية، إلى المشانق التي نصبت في الميادين العامة والجامـعـات. فوضى ومعاناة دون مبرر حقيقي. بالمقابل عاشت الكاتبة في بيت أسرة زوجـهـا الذي لم تربطه بها وبطفليهـما، إلا زيارات السـجون التي قد تتحقق وقد تخيب، وتنتهي بعودة الزوار بكل قفافهم المملوءة بالأطـعـمـة. لكن رواية “حربــاء في حـديقتي”، ليست نصا تاريخيا، بل عمل أدبي فسيح، يعج بالحياة والشـخصيات والعـواطف، خاصة داخل الأسرة، رصـدتـهـا كاتبة، هي نفسـها فـنانـة تشـكيلية وشـاعرة وباحـثـة في اللـغـات بحكم المؤهلات الجامـعـية. وهكذا نصادف الأب القلق الذي يلجأ لزيارة ضريح سيدي بوفاخرة، والمرأة المتباهية بمجوهراتـهـا، والشحاذة التي تلعب دورا مزدوجا كـتـقــازة ومخبرة (بصاصة) والمدرسة (الأبلــة) راكبة الموجة الثورية. وفي هذا الخضم تسمو الجـدة في كل المواقف، ببراءتها الإنسانية العـفـوية. وحين تلاحـظ حفيدتها إبنة السجين سربا من الطيور تحلق لتختفي وراء السحاب، تقول “إجـديده”: “يا حبيبتي، الطيور تذهب وسـتـعـود، السجناء وحدهم فقط قـد لا يـعـودون”… فهل يا ترى، ســتـعـود ليبيا التي عرفنــاهـا وأحـبـبنــاها؟

الرواية من منشوات (Austin Macauley) ومتوفرة علي موقع Amazon.com

مقالات ذات علاقة

قدورة العجني ومطروح الأرض والتاريخ والانسان

حسين نصيب المالكي

كتاب التطرف الديني للدكتور صالح السنوسي

رامز رمضان النويصري

إضاءات حول .. ديوان تباريح

زهرة سليمان أوشن

اترك تعليق