تبنّيتني إبنًا تبنيتكم أبا
كأن كلانا الطفلُ مُغوىً ليلعبا
فديتُك لو ترضى سنينًا تقاصرت
على إثر مولدك المُفدّى تقرُّبا
كأن سؤال النخل إرثٌ يصوغُنا
نبيّين يغتربان وحيًا مُعذّبا
تأملتَها الدنيا وكُنتَ فصيلةً
من الحب تُغرِسُها الفسيل المهذّبا
فلا مكسبٌ إلا قلوبٌ تهافتت
إليك بفيض الحس شرقًا ومغربا
تشيخ النوايا بين خوفٍ ومطمعٍ
وبتَّ عفيف النبض في رونق الصبا
ولا خشيةٌ في الحق من لومة لها
زئيرٌ تولّى عنه من قد تقلّبا
ويا يوسف الخيرات ألهمت روحها
صنيع الثنايا في المُلِمّات مطلبا
تواضعت من أجل الطفولة رؤيةً
سَمتْ حُلُمًا من أجل حُلْمٍ تغرَّبا
ويا يوسف الروح التي لا يطالها
من الحُسن تأويلٌ مُعنّىً توثُّبا
تَعَجّبَ فيكم كلِّ خُلقٍ كأنما
تملّكته من كلِّ خُلقٍ مؤنّبا
تعهدتَ أثواب النقاء سريرةً
لوجه الندى حتى أفاض وأعشبا
وصُنتَ لها ضحكات سَردٍ مغرّدِ
بريعٍ رعاها عطفةً وتحبُّبا
بُعِثتَ خليل الصدق في كلِّ صحبةٍ
وصدِّيقها فاسْمُ رسولاً مُغيَّبا
ودّان. 28 حزيران 2020 م