طيوب عربية

استحضار صور متداخلة من ذاكرة الترحال في زيارة لمعرض الفنون الجميلة

مائة عام من الابداع ومتحف الفن المصري الحديث

التشكيلي الليبي عدنان معيتيق
التشكيلي الليبي عدنان معيتيق

استدعاء بعض الصور المتداخلة من ذاكرة تشكيلية مر عليها اكثر من عقد من الزمان عند احد زياراتي للقاهرة سنة 2008  كان الموعد مع اهم الاحداث الفنية في المنطقة العربية في ذلك الوقت على الاطلاق الا وهو معرض الفنون الجميلة مائة عام من الابداع ، بقصر الفنون بالأوبرا، الجزيرة, حيث كان وجودي متزامنا مع افتتاحه في مكان قريب من محل اقامتي في منطقة جميلة بـ “ميدان المساحة” الدقي بوسط القاهرة وأيضا زيارتي المتحف المصري للفن الحديث في نفس المنطقة تقريبا, كانت فرصة تاريخية لمشروعي الشخصي في زيادة الفهم التشكيلي خصوصا عن التجارب المصرية الحديثة والتي تعتبر باكورة الفن التشكيلي العربي, و للمقارنة بين ما تم تحصيله من معلوماتي السابقة عن هذه التجارب وما وجدته امام ناظري من ابداعات رفيعة لتجارب حركات طليعية كانت قد بدأت ارهاصاتها الأولى في مطلع القرن الماضي الاعمال المعروضة للفنانين الرواد منذ مطلع القرن العشرين في كل من معرض كلية الفنون الجميلة بقصر الفنون بالأوبرا والمتحف المصري للفن الحديث, تجربة ومحمود سعيد وصبري راغب، وأحمد صبري، وصلاح طاهر تعوذات عبدالهادي الجزار التشكيلية وحامد ندا وحسين بيكار وراغب عياد، وصلاح عبد الكريم وحسن سليمان والاعمال المذهلة للنحات محمود مختار و في صور أخرى ربما تكون ليست بعيدة عن مكان المعرض اعمال النحات جمال السجيني  ومحمود موسى وعبدالهادي الوشاحي وشلبية إبراهيم وتحية حليم وزينب السجيني وابراهيم عبدالملاك وحامد عويس بتفاصيل حياة البحارة والمدنية في ابهى صورها و اﻻخوين سيف وادهم وانلي وعوالم السحر عند سعيد العدوي ورهافة التعبير عند حامد عبدالله في تخطيطات حياة الريف المصري وتجريدتات فاروق حسني ومائيات عدلي رزق الله ورسومات وقصص جورج بهجوري ومواقف عزالدين نجيب التشكيلية في اعمال غاية في الروعة في متحف المصري للفنون موزعة في عدد من الطوابق كأنها حدائق الروح, زهرات وورود متنوعة الألوان والاشكال والطعم والرائحة.

 كنت وحدي اتجول من قاعة الى اخرى ومن طابق الى اخر، انزل السلم تم أعوده الى اعلى من جديد لإشباع رغبة النظر وشغف المعرفة الى لوحات كانت قد اشتعلت في ذاكرتي التشكيلية منذ ان اطلعت على بعض منها في الصحف والمجلات المصرية كأخبار الادب ومجلة ادب ونقد منذ مطلع التسعينات في مرحلة التكوين الفني والتحصيل المعرفي التشكيلي والادبي.

 اغادر المعرض واعود في اليوم التالي من جديد بنفس الحماسة في جولة جديدة من الفرجة ومتعة النظر على مدى ثلاث ايام في فترة الصباحية ﻻن المتحف كان في طريقي الى مكان التدريب الخاص بعملي في مجال التامين في ميدان طلعت حرب حيث شركة مصر للتامين وﻻن الدوام في العمل يبدا بعد 12 ظهرا الى 4 مساء, كان هناك متسع من الوقت في التجول داخل قاعات المتحف ﻻكثر من ساعتين تقريبا يوميا، زادت معارفي التشكيلية واتسعت الرؤية بفعل التفاعل من تجارب كانت هي اﻻولى في ملامسة ادراكي الاول  لتجارب رائدة في المنطقة العربية كلها من حيث التواصل مع الفهم التشكيلي العالمي والمدارس الطليعية التي خضعت لشروط العالمية بمنظور محلي اصيل مستندة على حضارة الفراعنة العريقة والموروث الشعبي المصري في قصص الوعي الجمعي بذلك الوقت من فترة الاربعينات والخمسينات والستينات ومدى التطلعات والآمال لقلب الامة وروحها .

طبعا كل هذا المرور السريع كان محاولة لاسترجاع بعض بقايا صور هي الاجمل في زيارات متعددة لأمكنة واحداث فنية متداخلة في مدينة ضاربة بجذورها في عمق تاريخ الفنون والاصالة، فتعددت الزيارات للمعارض في نفس الوقت والامكنة كانت قريبة جدا الى حد التداخل فكانت اغلبها في منطقة الجزيرة في مجمع الفنون والاوبرا.   

2021.06.18

مقالات ذات علاقة

سمية.. رواية لبنانية لـ وضاح شرارة تستكشف جيلا كاملا من النساء

المشرف العام

تنهيدات فراشة! *

إشبيليا الجبوري (العراق)

فتح باب التقدم لجائزة ماهر نصر الأدبية في دورتها الثانية

المشرف العام

اترك تعليق