طيوب عربية

بين قوسين..!!

تغريدة الشعر العربي

الشاعر والباحث الإماراتي سلطان العميمي
الشاعر والباحث الإماراتي سلطان العميمي

الشاعر والناقد والقاص والباحث الإماراتي/ د.سلطان العميمي – 1974م.

 جيتك وأنا من دونك إحساس مجهول

سوْلِف، لأجل ما تنْبِت بْقلبي أزهار

أهديها لأجلك والتمِس مِنّك قْبول

سولِف، واذا لِسْكوتك الموحِش أعْذار

قول اللى عندك، أيْ عِذِرْ مِنْك مقبول.

(من قصيدة: إعادة اكتشاف)

نتوقف مع حالة الأدب في دولة الإمارات العربية من خلال الشاعر والمبدع في شتى أجناس الأدب وفنونه فصحى وشعبي نبطي الدكتور سلطان العميمي ، والذي عرفناه فارس من فرسان برنامج شاعر المليون الذي له حضور كبير وهائل في الوطن العربي الأصيل.

وشاعرنا مفتونا ببيئته البدوية والصحراوية ومفردات التراث والأصالة مع روح التجديد ويعشق الشعر النبطي والشعبي والذي يراه تجربة واقعة تستوعب الحياة اليومية مع تغيير اللغة والاستخدامات وتنوع المستحدثات ومن ثم يوظف هذا النوع من الشعر النبطي الذي له حضور ويطل بجماليات النصوص مع المناسبات واللقاءات هكذا..

فهو شاعر مسكون بالمشاعر المرهفة والموهبة المتدفقة ، ولِمَ لا فهو شاعر معرق. فوالده علي بخيت العميمي شاعر نبطي وله ديوان «ابن البادية»، وجدّه لأبيه كان رجلا «صاحب صحراء» أما المكوّنات الثقافية الأولى لسلطان فهي سرديات حكائية شعبية «وخراريف» تبعث على الخوف من تلك الشخصيات التي تتحرك في فضاء الحكاية.

* نشأته:

ولد الشاعر والناقد والباحث والقاص د. سلطان علي بخيت العميمي في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1974م، ويقيم في أبو ظبي. يشغل منصب مدير أكاديمية الشعر العربي التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث.

حاصل على درجة الدكتوراه في تخصص السيميائيات وفلسفة الأدب والفنون من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس في الرباط عام 2023. وكان موضوع رسالته: “المفردات البحرية في المصادر العربية المنشورة حتى القرن الرابع للهجرة – دراسة دلالية سيميائية”. حاصل على بكالوريوس عام 1996م في علوم الإدارة من جامعة الإمارات.

شغل مناصب عدة من أبرزها:

مدير أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، وهي أول أكاديمية تخصصية من نوعها على مستوى العالم العربي.

عضو لجنة تحكيم مسابقة شاعر المليون للشعر النبطي منذ موسمها الأول في عام 2006 – 2007، واستمر عضواً في لجنة تحكيمها منذ الموسم الأول إلى السابع.

وتعتبر هذه المسابقة أضخم وأهم مسابقة للشعر النبطي على مستوى العالم العربي.

رئيس تحرير مجلة شاعر المليون.

رئيس مجلس الإدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات المؤقت ( منذ 12 نوفمبر 2020 – 23 يونيو 2021).

رئيس مجلس الإدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات المنتخب ( منذ 24 يونيو 2021 – الآن )

* صدر له:

أكثر من 19 إصداراً، منها 14 إصداراً في دراسات الأدب الشعبي في الإمارات، والمؤلفات النقدية.. وثلاث مجموعات قصصية، وروايتان: “ص. ب. 1003″ (2014) و”غرفة واحدة لا تكفي” (2016).

وهو عضو لجنة تحكيم مسابقة شاعر المليون لمدة سبعة مواسم. شارك في ندوة الجائزة العالمية للرواية العربية (ورشة إبداع للكتاب الشباب الموهوبين) في 2014 وبدأ فيها كتابة روايته “غرفة واحدة لا تكفي”.

يشغل حاليا منصب مدير أكاديمية الشعر العربي في أبو ظبي ويكتب زاوية أسبوعية ( بين قوسين )في الشأن الثقافي في صحيفة الإمارات اليوم.

* مختارات من شعره:

يقول شاعرنا د. سلطان العميمي في قصيدته ( بَرْد ووَهَجْ ) والتي ينساب معها في دفقة حنين يوزع فيها صدق نبضاته وهمساته في بوح جميل في إطار صورة فنية متناغمة يحشد فيها مفردات الغزل متأملا في محطات تعكس ملامحنا التي تميزنا منذ قصص عشاق العرب فيقول في مطلعها:

وِدّي أزورِكْ.. مِثْلما حِلْم أوْ طيف

واسْكِن عيونِكْ.. واسْكِنِكْ في عيوني

وِدّي أضمّك في الجفن ضَمَّه بْكَيْف

واغضي عليك العمر.. واطراف كوني

كُوني مَلاذي.. دونما وين.. أوْ كَيْف

كوني وطَنْ لِعْيوني.. أوْ لا تكوني

كوني المطَر والبَرْد في واهج الصيف

كوني دفا لِشْتاي.. وان خَيِّروني

كوني الفصول الأربعة.. وْمِلْتِقَى الضَّيْف

دامي الغريب اللي فْـ حِماك تْرِكَوني

اخْتَرْت عَدْلِك.. لي بدا الظلم والزَّيْف

واخترت ظِلْم أيّامك اللي عِدوني

يا ظالمه.. في الحب ما يِجْرَح السَّيْف

يِجْرَح سواد عْيونك اللي سْكنوني.

*

وننتقل معه في قصيدة أخرى بعنوان ( طعون الغياب / طلبتك ) وهي تمثل حالة غنائية تسيطر على المشهد في تلقائية تكشف لنا مؤثرات المعادلة من جديد في تشخيص عندما يستلهم روايته الشعرية من إطلالة زهرة النوّار في استعادة الحياة:

 طلبتك بالّذي خلّى عيونـك لـي مسـار ودار أمانة لو خذاك الدرب يوم فْسكّـة احبابـك توقّف واشّر بإيدك… يجـوز تسولـف الأمطـار عن حضورك وتتجمّع غيوم الشـوق باسبابـك هنا مرت حكاية حب ونامـت زهـرة النـوّار على كف اللقا ياللي عجزت اطرق بهـا بابـك وش تظنّ الليالي اللي مضت إلا تعـب واسفـار مادام ان الطريق اللي خذاك فْـيوم ما جابـك تعال انفض عن ايامي تعب مَ ادري بقايا غْبـار تعال وكحّل عيـون السنيـن بلفتـة اهدابـك تعال اتهجّى في حضورك كلام مَ انكتب فَـاشعار تعال امحيني واكتبني قصايد حـب فـي كتابـك تعال مسامح طعون الغياب ومـا أريـد اعـذار تخيّل كل ما فيني سكنتـه وصـار يحيـا بـك.

*

ونختم له بهذه القصيدة تحت عنوان (إعادة اكتشاف) من منطق الفيلسوف الذي يعج بالأسئلة والحوارات ويستعرض أصل المادة في تشكيل الحركة والسكون والنشأة والتطور من منظور رمزي وتوظيفي في ثنائية الحزن والفرح عنوان هذا الإنسان في الكون بين ظلال الحب مصورا لنا لوحاته المتباينة رسما بالكلمات فيقول فيها:

لو للكلام فْـ حضرتك حكْم.. باختار

ما يعطي لحظة رَبْكتي عِذْر مقبول

وش فيك ساكت تمزِجْ الثَّلْج بالنار

هَالصَّمْت موحِش، حَرِّكْ احساسي وْقُول

كل الحِزِنْ من صوتك العَذْب ينهار

كل الفَرَحْ في سَكْتِتِكْ حِلْم مقتول

عِيْد اكتشافي واكْشِفْ بْصوتِك أسرار

مَعْها تغيّر عالمي وْصار مشغول

جيتك لاجِل ما تهدِم حْدود واسوار

فَي ارضي وتكتِبْ لي تواريخ وِفْصول

جيتك وانا بِوْجودك انسان محتار

جيتك وانا من دونك إحساس مجهول

سوْلِف، لاجل ما تنْبِت بْقلبي أزهار

أهديها لاجلك والتمِس مِنّك قْبول

سولِف، واذا لِسْكوتك الموحِش أعْذار

قول اللى عندك، أيْ عِذِرْ مِنْك مقبول.

وبعد هذه القراءة السريعة لمشهد الإبداع الفني الإنتاج الأدبي لشاعرنا د. سلطان العميمي الذي يحلق بنا في متوالياته التي تجمع الحب والوطن والواقع والقلق والصراع والتكوين الاجتماعي وخصائص البيئة البدوية بجانب عناصر المدنية الحديثة في بوتقة الثقافة العربية في تداخل حضاري واستقبال ما يهمنا في الروافد الوافدة إلينا متمسكا بمفردات النبط الشعبي المتجذرة من لغتنا الأمة مع حالة التغيير والتجديد دائما.

مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي إن شاء الله.

مقالات ذات علاقة

محنة الشعراء

المشرف العام

الغروب العاري

المشرف العام

تعظيم الصحابة لنصوص الهدى والرشاد في كتاب النص والاجتهاد

زيد الطهراوي (الأردن)

اترك تعليق