أبكار محمد السقاف (1913ـ 1989م) كاتبة ومفكرة وشاعرة تتميز كتاباتها بالجرأة، ويعدها البعض من رائدات الفكر الحر، ولدت في القاهرة من أب يماني من حضرموت وأم تركية، وتلقت تعليما عاليا، وأتقنت إلى جانب العربية والتركية اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
في سيرتها التي اطلعت عليها أن والدها محمد سعيد السقاف كان من مناصري الثورة العربية الكبرى على الخلافة العثمانية بقيادة الشريف حسين، وهذا ما جعله يتواصل مع الفاعليات والزعماء العرب للدعوة إلى استقلال العرب ووحدتهم، ولعل هذا النبض العروبي هو ما جعله يوافق على مصاهرة أحد الأمراء العرب، ففي عام 1929م حين كان عمر أبكار ستة عشر عاما أعلن عن خطوبتها من أمير برقة محمد إدريس السنوسي آنذاك، ولكن بعد عام أعلن عن فسخ الخطبة لأسباب غير معروفة، ويبدو أن الأمير إدريس خلال عام أيقن أن خطيبته أبكار المتحررة شكلا وفكرا وسليلة أسرة عروبية المذهب السياسي، لكنها ليبرالية التفكير لا تناسبه، وهو ابن العائلة المحافظة التي لها مكانة دينية معروفة في العالم العربي.
قدرها وقدر ليبيا ألا تكون أميرة من أميراتها أو ملكة لها، مع أنها تليق بها هذه المكانة، فقد شاء القدر لها أن تكون كاتبة تكتب وفق منهجية غير تقليدية، تخالف السائد والمألوف، لذلك تم تجاهلها حية وميتة، وتم تكفيرها، ورفضت كثير من دور النشر طباعة كتبها، لما فيها من أفكار مخالفة لعقائد الناس.
أبكار هي بلا شك كاتبة جريئة جدا، ناقشت أصعب وأخطر القضايا الفكرية والتاريخية والدينية، وهي لا تزال كاتبة مجهولة لا يعرفها إلا القليل من المنتسبين للوسط الثقافي، وبحسب علمي لم يكتب عنها إلا مقالات قليلة، كما أن كتبها لم تحظ بدراسات أكاديمية.
أهم كتبها المنشورة:
1.الدين في شبه الجزيرة العربية، الجزء الرابع من سلسلة نحو آفاق أوسع المراحل التطورية للإنسان.
2.إسرائيل وعقيدة الأرض الموعودة.
3.همسة في أذن إسرائيل. بالإنجليزية، ولم يترجم.
4ـ الحلاج.
5ـ أصداء متفرقة، سيرة ذاتية.