متابعات

جمعة عتيِّقة يحاضر عن ملامح الحياة السياسية الليبية

الطيوب

الكاتب “إبراهيم حميدان”، الدكتور “جمعة عتيقة” ، الأديب “منصور أبو شناف” دار حسن الفقيه حسن للفنون

نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون مساء يوم الثلاثاء 5 أكتوبر 2021م في دار حسن الفقيه حسن للفنون بالمدينة القديمة طرابلس ضمن الموسم الثقافي الجديد محاضرة بعنوان( لمحات عن الحياة السياسية – ليبيا في ستينيات القرن الماضي)، واستهل النشاط الكاتب “إبراهيم حميدان” بكلمة افتتاحية رحب فيها بالحضور وأعلن فيها عن إستئناف النشاط الثقافي للجمعية بعد توقف لأنشطتها الثقافية والفكرية نتيجة ظروف تفشي فيروس كورونا المستجد، وقد أدار وقدم للمحاضرة الكاتب والأديب “منصور أبوشناف” الذي أعطى نبذة مقتضبة عن السيرة الذاتية للدكتور “جمعة عتيقة” وذكر أبرز المحطات في مسيرته السياسية والثقافية.

بواكير العمل السياسي الليبي

وتناول الدكتور عتيقة بعض الوقائع والأحداث في حقبة الستنيات من التاريخ السياسي لليبيا في ضوء تجربته ومعاصرته لتلكم الأحداث مشيرا إلى أنه ليس بصدد التأريخ لتلك الفترة وتابع بأن ليبيا عرفت العمل السياسي المنظم منذ فترة طويلة وكان تنظيم إبراهيم سراج الدين أول تنظيم سياسي ليبي سري إبّان العهد العثماني التركي وكان هذا التنظيم يضم أعضاء وشخصيات سياسية متعددة وتعرّض هذا التنظيم للملاحقة وأعتقل أعضاؤه من قبل السلطات العثمانية أوان ذاك الزمن، وأضاف إن أهم ما وقع من أحداث سياسية هي فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية والذي تزامن مع دخول الإدارة البريطانية وإنهزام الإيطاليين وخروجهم من ليبيا وتابع إن الإدارة البريطانية وفّرت هامشا سمحت به بانشاء بعض الأحزاب وعلى رأسهم حزب المؤتمر الوطني وما له من إمتداد وتواصل جماهيري ولعبه للعديد من الأدوار السياسية الهامة وكذلك الكتلة الوطنية وحزب الاتحاد المصري الطرابلسي وحزب العمال وغيرها من الأحزاب ووصف الدكتور عتيقة بأن وجود هذه الأحزاب وقتذاك كان ظرفيا وبالتالي لم تكن لها مشروع سياسي أو رؤية واضحة حيث كانت جميعها تهدف لنيل الإستقلال وابصال صوت الليبيين بالخارج وحول هذا الهدف تمحورت أنشطة هذه الأحزاب وبذا لا ينطبق عليها مفهوم الحزب السياسي بالشكل المتعارف عليه بقدر ما هي حركات وطنية تسعى لحق ليبيا بالإستقلال فشهدت فترة الأربعينيات حراك سياسي حثيث.

الدكتور “جمعة عتيقة”

إلغاء الحياة الحزبية

كما تطرق الدكتور عتيقة لفترة ما بعد إلغاء التعددية الحزبية عام 1954م عقب صدور أمر ملكي بالغاء الأحزاب وأشار إلى إن ما دفع الملك لإصدار قرار انهاء الحياة الحزبية في البلاد هو حداثة إغتيال إبراهيم الشلحي والتي تورط فيها محي الدين السنوسي كون إن هذا الأخير لديه انتماء لجماعة الإخوان المسلمين وفي المقابل سمح الدستور الملكي بنشاط الجمعيات والتجمعات الأهلية وذات الطابع الاجتماعي، وأشار إلى إن السلطات الملكية عملت من جهة أخرى على إسقاط حزب المؤتمر وإقصاء بشير السعداوي ونتج عن ذلك موت تام للحياة السياسية الحزبية، واستطرد الدكتور عتيقة بأن النظام الملكي كان نظاما قبليا تقليديا ويلعب على التوازنات الجهوية فلم يسمح بأي نشاط سياسي منافس ويضيف إنه في هذا الخضام تنامت العديد من الحركات السياسية التي كانت نشأتها نتيجة لأصداء ما يحدث في بلدان الشرق العربي في مصر وسوريا والعراق من خلال تأثر بعض الشباب بها.

نشأة جماعة الإخوان المسلمين الليبية

وذكر الدكتور عتيقة إن أهم الحركات في المشهد السياسي هي جماعة الإخوان المسلمين اللذين صار لهم موطئ قدم في ليبيا عبر لجوء ثلاثة شبان مصريين متهمين باغتيال رئيس وزراء مصر النقراشي باشا فطلبوا من الملك إدريس السنوسي الحماية والأمان، واستقر بهؤلاء الشبان المقام في مدينة بنغازي ثم شرعوا بعد ذلك في استقطاب الشباب الليبيين مما جعل لهم تأثيرا كبيرا في الأوساط الشبابية ببنغازي وعرّج الدكتور عتيقة على روافد نشأة جماعة الإخوان الليبية بتأثر الطلبة الليبيين الدارسين في مصر وأكد إن برقة أوان ذاك الزمن كان المناخ السياسي بها مفتوحا مضيفا إنه لم يكن يحمل مصطلع (إسلامي) هواجس أو مخاوف مثل ماهو عليه اليوم لكن حسب الدكتور عتيقة بقي نشاط الإخوان المسلمين محدودا وغير فاعل إضافة لكونه غير مقبول لدى عامة الناس وأرجع الدكتور عتيقة سبب ذلك إلى تأثير المد القومي الناصري لمصر وصدام الجماعة السياسي مع الرئيس جمال عبد الناصر ساهم في إبعادهم عن الشارع السياسي الليبي بينما على المقلب الآخر حظيت حركات وتنظيمات أخرى بالزخم السياسي والجماهيري وأردف متابعا إنه حتى عام 1973م حيث أعتقل عدد كبير من قيادات الجماعة وأجبرهم النظام السابق على الظهور تلفزيونيا للتبرؤ من عدائهم لجمال عبد الناصر مما عجل بالإفراج عنهم بمدة قصيرة وانخرطوا في العمل بجمعية الدعوة الإسلامية وأكد الدكتور عتيقة على إن ثمة ما يشبه الفجوة بين الجيل القديم للجماعة والجيل الجديد الذي نشأ جلهم في أوروبا وإرتبطوا بالمعارضة الليبية في بداياتها وأكد الدكتور عتيقة إن دور جماعة الإخوان المسلمين لم يكن مؤثرا في الحياة الإجتماعية والسياسية.

الأديب “منصور أبو شناف”

فاعلية القوميين العرب في الشارع السياسي

وتحدث الدكتور عتيقة عن تشكيل سياسي لعب دورا محوريا في الحياة السياسية المتمثل في حركة القوميين العرب وعقيدتهم الأيدولوجية وإرتباطهم بفكرة القومية العربية وبعبد الناصر مشيرا إلى مسألة انقسامهم وكذلك اعتمادهم لأسلوب المساهمة في الحياة العمالية والجامعية فتبنوا فكرة اتحاد الطلاب الليبيين في العهد الملكي رغم رفض الملك الإعتراف بكيانه وما أعقبها من إضرابات وإعتصامات وأشار لتوسع نفوذ إتحاد الطلبة في ذاك الزمن وقدرتهم على تحشيد الطلبة لتأليب الشارع والرأي العام الأمر الذي دفع بالقذافي للإستعانة ببعض قيادتهم لاحقا وتطويعهم بعد شرط التخلي عن انتمائهم الحزبي، فيما عرّج أيضا على حزب البعث وما لعبه من دور هام ومؤثر في ليبيا بعد إستيراد فكرة الحزب من مصر وسوريا وإصداره لصحيفة الأيام في فترة تولي محي الدين فكيني لرئاسة الحكومة.

محاضرة(لمحات عن الحياة السياسية – ليبيا في ستينيات القرن الماضي)

دور حزب التحرير

وتوقف الدكتور عتيقة عند حزب التحرير الإسلامي الذي نهض على حوالي خمسة أفراد بعقيدة تقوم على الإنضباطية العالية علاوة على إيمانهم بالإنقلاب العسكري وإستخدام العنف لتغيير النظام فضلا عن توجههم السياسي الواضح وتأتيهم منشورات للتحليل السياسي يلتزمون بها وأشار لإستهدافهم بصورة عنيفة من قبل الأنظمة السياسية في العالم العربي بوجه عام فاتخذ قرار بتصفيتهم كلية وتعرض في ليبيا الكثير من قيادات الحزب للتصفية الجسدية. وتحدث الدكتور عتيقة عن جمعية الفكر إحدى المعالم الهامة في تلكم المرحلة جاءت نشأتها كمبادرة من بعض النخب واتخذت من شارع البلدية بطرابلس مقرا لها وكان لها دور ممتاز وركزت الجمعية على إلقاء المحاضرات التنويرية وكانت تدعو لإلقاء المحاضرات كبار الشخصيات كمالك بن نبي وغيره ولديها معارض فنية ، وتطرق للماركسيين قائلا بأنه لم يكن لهم تنظيم بليبيا فقد اقتصر الأمر على الإنتماءات الفردية تأثرا بالفكر اليساري والقراءات النخبوية وتابع إنهم نأوا عن الدعاية السياسية وانكبوا باهتماماتهم على المجالات الإبداعية والأدبية والصحفية.

مقالات ذات علاقة

أمسية قصصية للعبار في مركز وهبي البوري

المشرف العام

حوارية ترصد حركة الفن التشكيلي وتُكرِّم أحد رواده

مهنّد سليمان

احتفالية لتكريم بعض مبدعي الثقافة والإعلام والأدب بالخمس

المشرف العام

اترك تعليق