رتبيني وفقَ تقويمِ السحاب
وهيئني لاجتازَ مفازةَ الشوقِ القديم
شَذِّبي أشجارَ أحلامي
اغرسي حبركِ البراقَ في قاعي
حتى يصير الوحي
مسكونا بروح الأمل
دليني كيف أجتازُ البلادَ الخراب!؟
لاختار منفاي بعيدا عن قطيع الشوك
فلا تُخيري احتمالاتي
بين الخريف العجول
والشتاء الملول
أنا من قبيلة العشاق
أبرأتني حمياتُ الوجد
وأطربتتي أراجيزُ الحداة
في الليالي القفار
أفتشُ في اللغة عن السحر الحلال
بمقدار ما نزفته اعتصاراتي من دمي
المسكوبِ على دَرَجِ الخيال
أحبكِ في القصيدة لحنا وئيدا
اختار إيقاعه
دونْ أنْ أحدسَ القفلة
بكِ ابتدأتُ
وتمتْ الجملة
ويختال الصمت في ممشاه
مصعرا خده للتفاصح
في حضرة الأغيار
لأجلك أسَرحُ
في الصباحات المطيرة
عصافيرَ قلبي
إلى النخل البعيد
هذه النوافذ
مراكبُ التحنان
إلى عبورك
خلف الزجاج
يتراقصُ الجسد
على ركحة اللحن الجموح
وتأخذ الأشياء شكلَ الربيع
واجهاتُ المقاهي
ومناضدُ الباعة
وأنا يدي على قلبي
أدقُّ صندوق الرغائب
باحثا عن وجع وجيز
فكل أوجاعي جامحة
حزني قناديل البيوت المطفأة
أصير جسدي في عطل المدارس
أراجيح لأطفال الشوارع
وحين أبكي
لن يلمحوا الأخدودَ الذي شقه
الملحُ اللسيع في وتري
أحبك من بعيد
إنَّ الاقتراب عقدتي الكأداء
أحلامي بسيطة حتى التراب
وأبحاري بلا غور ولا أشبه الأسماك
أستأنس بالظل وآنس ببرودة الجدران
أنا الصباحي والأزرق السحري
يقود خطاي إلى الهال
والأصدقاء
لحظات الصفاء
أرتق خروق الروح بمداد الحنين
وأترك للصدفة ترتيب فوضاي
ولستُ أبرحها لحظات اللقاء
أنْ فتحت جرابي
كدرويش سخي
وأعطيتك أورادي
أشرتُ لحشد المدينة
أنا الآن بلا أشياء بلا علائق
تزاورتْ الشمسُ عن كهفي
ذاتَ اليمين
ولم أنتظر حتى الغروب
خرجتُ إليهم بمعجزتي
ألقيتُ على الصليب
وشاحَ المريمية
وسامحتُ الأقفالَ والوشاة
تركتُ البابَ مفتوحا لكل الرواة
لهم ما يشاؤوا ولي حقيقتي
التي ليس يسبرها سواي
المنشور السابق
مصطفى الطرابلسي
مصطفى عبدالعزيز الطرابلسي.
من مواليد مدينة درنة، في 16 أغسطس 1979م.
جده الشيخ والعلامة "مصطفى الطرابلسي" الملقب بمكتبة ليبيا.
يكتب المقالة، والشعر الشعبي والمحكي، الفصحى.
ساهم وشارك في العديد من الأنشطة والملتقيات الثقافية بمدينة درنة.
توفى في 12 سبتمبر 2023، نتيجة فيضان سد درنة، على إثر إعصار دانيال الذي ضرب المنطقة.
انتقل إلى جوار ربه في 12 سبتمبر 2023م، نتيجة فيضان وادي درنة، على إثر مرور إعصار دانيال بالمنطقة الشرقية بليبيا.
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك