النقد

العالم ليس إلا جدران أربع

عبدالرسول محمد

عبدالرسول محمد يكتب حول رواية الغرفة 34 للروائي علي جمعة اسبيق

اختزاله ،  تَحْوِيلُهُ إِلَى كَسْرٍ مُسَاوٍ، حَدَّاهُ أبْسَطُ مِنْ حَدَّيِ الأوَّلِ، جعل كل الأسرار المخبأة منذ بعث بني الإنس من ثلاث ظلمات،  وما يطوى تحت لحاف النيات المطايا التي نمتطيها كل إلى يسر أو عسر يسر له،  والتي لو علمنا بخفاياها لتصافحنا بالسيوف،  الذنوب التي لا رائحة لها،  كثير من الذنوب وقليل من الصفح وعند الإله الستر الذي لا حدود له،  يسير الإنسان بين اكثار وإهمال،  وفي السماء كرم وامهال،  ليس العالم الا اربع مقصلة، سياط، تأنيب، تنظير ، معادلة الإبداع لها معطيات رغبة المبدع الى الكمال في مقابلها نظرة الناقد إلى كل شيء ناقص كالقمر تماما ما إن اكتمل حتى آل الى نقصان ويعود إلى اكتماله تارة أخرى،  الكمال والوهم  احيانا النفس البشرية تكون سيئة التكييف،  تحقق بذلك مثالية تعجيزية،  وتستمد منها سعادتها عندما لا يبلغ صاحبها الهدف المنشود كثيرا ما تصيبه الكآبة، هكذا الحياة مزجت بأفراح واتراح،   ما ان حزن الإنسان منها واغتم حتى فرجت وكان يظن انها لا تفرج،  هكذا تشكل إبداع بين أبعاد اربع، بداية كيف للأحرف واي قوة  هيئات لها المقدرة لنستقرئ  عام كامل باستخدام ثلاثة وعشرون حرف يمر على مدينة مسة شتاء بأدوات اربع رعد، برق، برد، امطار  تشير إلى مصائب اربع كهرباء منقطع ومنازل تغرق، مصالح تعطل،  ومعاناة الفقر والعوز،  وربيع بأبعاد اربع:

التجديد، إعادة الولادة، الانبعاث، وإعادة النمو.

وفصل الخريف حيث تنتقل الأشجار المفضية إلى طور السكون، وموعد الحصاد وفواكه أربع تفاح واجاص وسفرجل وفواكه جافة، الصيف او ما نعرفه بفترة الحضيض، ومعاناة أربع شدة الحرارة والرطوبة طرح احمال الكهرباء، شيء ما يشبه السياحة، وتظهر البطالة على الملاء.

ومنذ عهد ابقراط إلى عهدنا هذا وللشخصيات والشائع من مصطلح شخصية هو الممثل الذي يؤدي دوره على خشبة المسرح يظهر محاسنه او عيوبه وهناك من يتقن التمثيل أيما اتقان يظهر عكس ما يضمره تماما ولكن اتفق العلماء على المزاج أربع والشخصيات البشرية شخصيات أربع المزاج السوداوي وله جوانب أربع المزاج الصفراوي والدموي واخيرا البلغمي ولكل مزاج جوانب أربع.

وفق نظرية الفكاهة على أن الإنسان خليط مواد أربع.  كما أن عناصر الكون الماء الهواء النار التراب كما ان حالات المادة الأساسية اربع صلبة سائلة غازية بلازما،  ولنعود إلى حالة الإبداع والمتعلقة أساسا باللغة وسرها اللاهوتي الذي من خلاله يستطيع المبدع خلق عالم كامل داخل اربع جدران في مبنى دار العجزة وهي وليدة مهارات اربع التحدث الاستماع القراءة الكتابة ولكل حرف منها حالات اربع فتح وضم وكسر وسكون واقسام الفعل في اللغة اربع من حيث البناء والاعراب،  اللزوم والتعد،   الصحة والاعتلال، التجرد والزيادة،  هكذا استطاع من خلال هذا السر اختزال العالم داخل غرفة صغيرة وكل ما يرتكز عليه العالم من سياسة ودين واقتصاد وفن وما يحرك هذه الدوافع من رغبات اربع، رئيسة حب الظهور حب التملك والتنافس واخيرا وهي، الرغبة الاقوى السلطة  كما ان للحكم الرشيد ركائز هي الرقابة التنفيذ التقنين القضاء،  كما نعود إلى صلب الموضوع يقول الكاتب جورج اورويل ان للكتابة دوافع اذا ما ازلنا منها لقمة العيش وتوجد بنسب متفاوتة داخل كل كاتب وستندهشون اذا ما قلت اربع

الأنانية المطلقة

ويقول إن الكتاب أكثر أنانية من غيرهم رغم انهم يبدون تماما عدم اهتمامهم بالمال.

الحماس الجمالي

حيث يدرك الجمال في العالم الخارجي وقد ينعكس على كيفية رصف الكلمات مع بعضها البعض وكيف استطاع صوت واحد التغلب على صوت اخر.

وكاتبنا هذا وليد لغته، وحبيب العربية، يغازلها ببعض من سرده الذي وضع فيه كل روحه أو جلها، ليختفي الكاتب تاركا القارئ يركض خلف حل الأحجية، وجها لوجه القارئ والحكاية، وكأنها حادثة جيولوجية لا تحدث إلا مرة كل قرن، ولكيلا أحرق عليك عزيز المتابع سر الغرفة أدعوك لاقتنائها..

الدافع التاريخي

رؤية الاشياء كما هي او تحليل الوقائع ونقلها إلى الأجيال القادمة

السياسة

وهي بالمعنى الاوسع دفع العالم نحو اتجاه معين ومحاولة تغيير افكار الناس حول المجتمع الذي نود العيش فيه وتضل هذه الحالات الاربع في صراع ما دام الإبداع قائم يا ترى اي دوافع لها السواد الاعظم في لواعج الكاتب الصاعد على جمعة انصحكم بالدخول إلى هذه الغرفة صدقوني لا شيء سوى الله أكبر من ان يوضع بين جدران أربع.

مقالات ذات علاقة

الشِعْر وَالضّوضَاء

يوسف القويري

العالمُ ذُبابةٌ

يونس شعبان الفنادي

ديوان النثرِ العربي يوسف القويري أنموذجا

أحمد الفيتوري

اترك تعليق