موسى الفاخري
أتعلمين يا عزيزتي أنّني إنسان تائه في كل حياته لا مشاعره فقط.. فقد كنت كذلك منذ نعومة أظافري، دائما ما أتردد بين الشيء والآخر؛ أو بين الشيء ونقيضه.. ولا أدري ماذا أفعل في أمري هذا؟ فقط أصبحت غير مستقر وليس في نفسي قرارات ثابته أتخذها، تائهٌ بين الشعور واللاشعور في أن أكمل دراستي وأستمر في رسالة الماجستير التي أطمح لها كثيراً، أو أنّي ابدأ العمل في مجال تخصصي وأكون مرشداً ميدانياً.. إن أكملت دراستي سأشعر حينها بأنني أعطيت نفسي كل حقها من الجانب السيكولوجي ولكن من الجانب المادي سأظلم نفسي ولربما ظلمتك معي، وإن عملت وتركت أمر الرسالة –الماجستير– فسأستقل ذاتياً ومادياً وهذا سيكون منطلقاً جديًّا في حياتنا..
آه عزيزتي.. الله يعلم أن أمري ليس بالهين فأنا أريدهما كلاهما، لا واحداً دون الأخر!! ولكن الواقع يفرض علي الاختيار بين الاثنين.. فإن اخترت الأول سأكون كما أنا بحاجة لنقود لتدبير أموري وقد يشتد الأمر ويضيق بي الحال فماذا أفعل حينها؟!
وإن اخترت الثاني فلربّما بعد فترةٍ وجيزة أكون في مهنة رفيعة ومناسبة لتخصصي ولحاجتي، ولكن في الوقت نفسه ستتلاشى رغبتي في الرسالة –الماجستير– وأخاف أن يجبرني الوقت أو العمل أو أي شيء أخر فلا يكون لي وقت لها.. فأشيري عليّ؛ ماذا أفعل؟! قد وقعت بين الاثنين وكل منهما يجذبني نحوه..
يا ليت كلّ الأمور جلية واضحةً وضوح الشمس مثلك، ليس فيها أي نوع من أنواع الحيرّة والتشتت، ليت كل أمر أرغبه أو أريده أنظر إليه كما أنظر في عينيّك فينبض الفؤاد به وأستقر عليه وأعلم حاجتي إليه، كما أنظر في عينيّك عزيزتي وأعلم أنّك أنتِ ما أريد دون أدنى شكٍ أو ريبة أو توتر..