طيوب النص

جدال

من أعمال التشكيلي المغربي خليل بوبكري (الصورة: عبدالمجيد رشيدي-المغرب)

تُعانق الثريا بأحلامها الوردية، فَتَرِدُ نبع مُخَيلتها، ويُخَيَّل لها هناك شبح الحقيقة. فتتحقق بِرِوية وتُقلب صفحاتٍ سوداوية لكتابِ الواقع، فتقع عيناها على حكايتها، وتحيك ستاراً يحجبها عن أحلامها.

لم يعد الحلم جميلاً، وبالمُجمل اختلطت عليها الأمور لدرجة أنها عالقة في صراعٍ غيرِ متوازن، تزامنَ مع انعدام الوجود، تواجدها رُبَّما، ولرُبَّما جَدواها. من الجيّد تشخيص مشكلتها الآن لتستطيع حلها، ومُحال أنْ يستطيع أحد مساعدتها إن لم تستطع هِيِ، هِيَ ذات الثلاثين عاماً و نيّف، نفتها الأقدار روحانياً عن واحَتها، و أوحت لها الاستفراد بآمال غير متعارف عليها، فَعَلَت على سقف المسموح، و حسمت قرارها بتعدي الممنوح، و حَوَّمت في سماء الطموح، طموحٌ حطم مشاعرها، و أشعرها بعجز.

جزعت أم رضت؟ لم يعد شيئاً مهما، ما أهمها هي ما هي فيه، فهِيّأت  لها وساوس وحسابات، تحسب نفسها أنها في كرب لكن كربها غير منظور، نَضِرةٌ كانت روحها غضةً طرية، حتى طرأ عليها ما عكر صفو حياتها، حيّتها أحلام صباها فلحقتها، فحلقت بها بعيداً حتى قاربت أن تدركها، فكدرت النوازل متعتها، فلا هي عتت  و لا ارتضت، فلحقها ضرر عميق، أرداها عقيمةً عن الحراك،  فركحت بموقعها لا تستطيع براحاً، حربها لم تعد حربها، و بحر أحلامها قارب الجفاف، و جفاها الأحبة،  و للمجفو بوح ُ أمانيٌّ فأخفاها، أخافها ذاك الواقع حتى انتصبت واقفة و كأنه كابوس، ثم سكبت كأساً آخر من الأمل لعلها تتجرع به طعم الحياة بلا حلم.

مقالات ذات علاقة

تداخل في بيت اسكندر

المشرف العام

عند ظِلال السرايا

عبدالسلام سنان

أكـتـوبـر

مصطفى جمعة

اترك تعليق