أثناء إقامتي وباقي الزملاء الإعلاميين من مدينة سرت بالعاصمة طرابلس وتحديدا فندق Four points by sheraton لحضور دورة تدريبية في مجال “صحافة الموبايل”، حيث تشرف على هذه الدورة منظمة مسارات للسلام والتنمية بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان. ومع مسارات التأمل وإلقاء النظر في ممرات الفندق وتفاصيله وتصاميمه المختلفة الغربية منها والشرقية، فكان أكثر ما شد انتباهي هذه اللوحات الحروفية أو التشكيلية.
هذا الفن يندرج اليوم تحت الفن الحديث مستلهماً جماليات الخط العربي ليجعل منه عملاً فنياً يجمع بين التقاليد والمعاصرة لخلق صورة بصرية وبعداً فنياً للحرف العربي وخطوطه المختلفة.
يقول الفنان الحروفي الليبي “محمد الخروبي” عن الفن الحروفي: تاريخيًا يمكن القول إن الحروفية ظهرت وأعلنت عن نفسها بوضوح منذ خمسينات القرن الماضي، مرتبطة في بروزها بمرحلة المد القومي آنذاك والتي تنهض في جوهرها الفكري على استرجاع الهوية العربية والذي يمثل الخط العربي أحد أسسها، ثم في مرحلة السبعينات أسس الفنان العراقي حسن شاكر آل سعيد، وهو من جيل الرواد جماعة البعد الواحد والذي تمخض عنها عقد أول مؤتمر تأسيسي للحروفيين، ترتكز مبادئه على تخليص الخط العربي من المضمون اللغوي، والاتجاه به نحو بعد واحد وهو الإيقاع الجمالي التشكيلي لتصبح هي القاعدة التي يقوم عليها نقد اللوحة الحروفية في تكوينها الخالص، والمشهد الحروفي الليبي لا ينفصل عمومًا عن هذا التفاعل.
لا أعلم تحديدا؛ إن كانت هذه اللوحات أعمالا فنية تم شراؤها من معارض من خارج ليبيا؟ أم من فنانين ليبيين؟ لتكون جزءً من الديكور العام لهذا الفندق. ولكنها في كل الأحوال رائعة للغاية وقادرة أن تضيف الكثير من الأبعاد الجمالية والفنية للمكان الذي تستلقي في ظلاله وبين جنباته وفي مختلف زواياه.