طيوب عالمية

نوحت بصمت جدا

إشبيليا الجبوري
ترجمة عن الفرنسية: أكد الجبوري

من أعمال التشكيلي الليبي توفيق بشير

مهمومة ولكن ليس بوعي جدا
نجلس في ميادين غارقة
أضمد عليها الجرحى أو أعد الشاي ببساطة
نشعر بعدم الضياع.
لا يتعلق الأمر فقط بمواجهة الأغتيال
يوجد عشاق لا يستطيعون السيطرة عليهم
في الميادين الحب والموت
لها نفس شهق النخلة
لها أهزوجة المد والجزر
في الهواء لانقاص الحزن
لأن لا شيء يختلف في الذاكرة
مما رأيناه أو تخيلناه
لا يشعرنا بالضياع.
نحلم كما نريد أن نعيش
الأنتظار دون دراية أو علم
الشيء الوحيد الذي نشك فيه؛ ـ
هو بما لا يدع مجالا للشك
صوت الرصاص في هذه الليلة الغامضة
هذا ما يحيطنا.
تنوحت ولكن ليس بصوت جدا
قلق أحيانا
شك٬ بما لا يدع مجالا للشك
عبر نسق الحدائق
والزهرة العطرة
شك يساورنا
يقنعنا بلون القوارير والعلامات
شك للدوران على الميدان
على خيامنا
للضماد والعطش
ملطخة بالدم والحبر لضمأ التوكتوك المتخيل
من موقد الشاي الأقدم والأكثر فتكا.
ستكون سماء الشوارع مكانا مظلما
مساحة من ضوء الحزن
في عين العاشق التي تنظر إلى نفسها
في يد العاشقة التي تغلقها
أن يتشبث اللوز بهما
في فتح النوح الهائل.
أنا تنوحت لكن ليس بصوت جدا
الصمت بعيد ولكن ليس قريبا جدا
في النوح الهائل
تشبثت بصمت أكثر فتكا.
عندما يقال عن التوكتوك وهو يفعل كل شيء٬
يكون الأمر مثل الذي يغلق الفلك بالوريد
أو خطاب المتنوح بفم مغلق.
دم العاشق من ضوء الشمس
سوف يقوم مثل جمر يعمينا
وفتح دم الميادين يزيح الظلمة تدريجيا
دم العاشق مثل فاكهة رمان مجروحة بتلقائية
مثل المطر غير المتوقع
أنا تنوحت بصمت جدا
مثل الباب الذي لا يخفي صمته.
ولا شيء في صمتي أكثر
من حراسة نوحي للتغيير.!!

مقالات ذات علاقة

هيتشكوك .. وأسرار الأبواب المواربة !

عبدالحكيم كشاد

الإسلام السياسي.. مراجعَة غربية

المشرف العام

الكندية مارغريت آتوود والنيجيرية برناردين إيفاريستو تتقاسمان جائزة بوكر

المشرف العام

اترك تعليق