طيوب عالمية

إنليل أسـفار طيـن سومري

شعوب الجبوري
عن الألمانيـة أكد الجبوري

السومريون (الصورة: عن الشبكة)

لقد وجدت حروف مسامير من الطين، شكل ثمر نخيل لزج
متوازية ألواح أضلاع قصب، على البردي طين أحمر ذهبي
وجدت حروف مسامير من الطين، ملقاة في العراء
المستنقعات فسيحة فارغة، لملاحظات حياة خلت، في انتظار ملؤها
لقد وجدت أمتدادها حصيرة صفراء ذهبية منسوجة بإحكام، مثل شبكة صيد الأسماك والطيور ذهبية
وبعد حين، فكرة ترفرف مدهشة ـ
هذه الواح ملونة زرقاء وسوداء مستوحاة من الطيور والبهائم
هذه ألواح الحروف شبكاتها المسمارية طينية، ملهمة شكل إبرة سعف النخيل
حروف، حرصها محصورة بين الزوايا القائمة
محصورة بين خوارزميات منسوجة لملاحظات دالة
فكرت في أسفار دلالاتها، حكمة فراستها المحلقة بحب الطيور المائية وفكرة ابرة سعف النخيل
أكثر مما كان كانت أناشيد “لغة النثر” دلالة، صب المزيد من تدوينات ماء الطين ـ “الحبر”
التنويعات للمخلوقات المائية لأجنحة الطيور والحيونات والسعف
تغييرات دقيقة على الواح الحروف، أشكال صغيرة للزوارق والدابات من البهائم
تنوعات في التلوين تدل على أقتناءاتهم ومعدات هجراتهم
نعم، وحروف لأناشيد واحتفالات أقامتها
ثم ألواح طين شعرية ولحكايات خيالية
وأشكال طينية صفراء مستوحاة من خوارزميات رياضية لطيور وزوارق
تغييرات صغيرة في التلوين على الأواني تدل على مهارات تخيلاتهم
وعلى تنوعات الأحتكاك مع الأخر المختلف
عندما كنت صبية قال لي (أبي) أن أكون حذرة مع “ماء الطين الملون” (= الألوان)
تنبهي من أشكال المخلوقات على أسطح الأواني والألواح
والعناية من حبر الحروف على القصب والبردي
ثم إخطاري بأن اللمسة الباهتة ستفرش أمتداد لأناشيد “السحر والسحرة” ـ كما قال وقيل لنا.
غبار البردي من أجنتهم، الغبار الذهبي من أجنحتهم،
جاءت بهم الفراشات الساحرة ـ أرض سومر ـ وهي ترفرف أجنحتها الرقيقة
فوق البرك المائية، حتى امتدت داخل القصب لمسة الندف،
أمتدت الفراشات وأتسعت البرك والمستنقعات بأناشيد طيورها للمطر
ألواح حروف كتبت وتلونت مثل الفراشات “الساحرة” بلمسات أجنحتها المرهفة
الفراشات هناك، تشبه “الجني” في القصص، عائمة، وهي تكون أحشاء البردي والقصب بندف أجنحتها،
عائمة مع اليعسوب العجيب، والتي بدون مشاكسة تنقلاته الخاطفة، لا يمكنه الطيران
كانت جاذبية الروائح لحبر ماء الطين، تتحدى خوارزميات الجاذبية
كتبت حينها عن كيفية أناشيد “غبار الندف” /ندف القصب والبردي/ من أجنحة الفراشة،
من رفرفة غبار ضحكات أجنحتها وهي تشبه الجني “في الأساطير”
ثم (ضحكت) أنطلقت مع الطيور والفراشة برشة لون قرمزي من الغسق
وشئت حربا ضد الظلام، انطلقت شن المواجهة ضد “الجن” قرصان الظلام
نقلت حروف ما بقيت وانطلقت؛ والذي يخاف الوقت، من النور، الشيء الوحيد الذي أصاب عجزه بالذعر
ثورة تزمين اللحظة إلى النور “=إدارة الوقت”، انطلقت.
وقاتلت من أجل الإله إنليل، أحببته،
نعم أحبب الإله إنليل
وحين ضحكت أعتلت محياي ندف من جنح الفراشة
ضحكت وحلقت ـ ولتحلق روحنا مع “نيونورتا”
وأوزع أناشيد “مردوخ” مدن لتموزي (دموزي) في خلق الماشية
وأستنفر الطوفان دورا لزهرة اللوتس للميلاد أيضا.
فضحكت وحلقت ـ لتحلق كلماتنا مع الإلهة أسم إنليل
عائمة مع ندف القصب، بلا أجنحة نتراصف مع الطين في الكتابة
نتشابك في ماء الطين الملون، ترسم فكرة ترفرف الفراشة، وصورة إنليل، وجه أسفار سومرية
أناشيد عائمة ظلال النخيل في النهرين، في السماء، بالمحبة العارمة لإله الرعي (الدموزي)
للإله مردوخ، آلهة البانثيون وآلهة الخلق السومري العطاء.. مع من آلهة العالم السفلي (نرغال وونينازو)
وليرقصورا الرعاة و الزراع في كتابة لوح الأقدار
وهم ينشدون ويرقصون في مهب الأمطار والقدر، في مهب الريح في تحدي الجاذبية
وليرقص الجميع بأقدام آلهة القمر (نانا)
ونغني كلمات ماء الطين الذهبية، عموم الأناشيد الخالدة، في الذهن السومري، مدلول الثواب والعقاب السومري،
ونتعانق بنظرات (إنليل) سنين الأماكن البرية في الربيع
عموم القلب الخالد بالمحبة، والجمال والجنون، إله إنليل المجنون والصادم، والفراشات،
مع الأمطار والرغبة الوحشية للخير، السمات التي يتم تحذير جميع الخليقة تنهشها،
السمات التي يتم تنبه الأطفال لتهدئتها، خشية ندف القصب أن يهرب من نعومة ملمس الفراشات،
خشية أن يصبحوا الأطفال كذلك من جنون الصدمة في الرغبة الوحشية من عدم اليقين بالأمل
ونصبح نعوم بضحكات تائهة في مأزق أحلامنا الداخلية، عواصف جامحة ووحشية.
أحببت ألواح حروف ماء الطين الذهبية، الفراشات، وندف القصب والبردي (= نفاش)، والطيور والماشية
وهي تشهد على ظهور البحيرات، حتى في حالة تحول الكتابة المسمارية إلى معرفة كونية، دودة القز ـ للحضارة.
لقد أحببت الأسفار والألم، حروف ماء الطين واناشيد التراجيديا والخلود،
وتحدياتي معرفة ألواح الأناشيد المناهضة للبطل السومري،
والمأساة نفسها التي يتوق إليها في الأناشيد والمطر
أحببت ملحمة الطين وأسفار تدمير الطغاة…الذات والأستمتاع بتخريب سنن الآلهة الشريرة
الاستمتعاع في ماء البرك والمستنقعات ثياب طهورة، وهي تعيش الهيبة المناهضة للظلام،
أحببت الشكيمة في روح الطين والماء في الأسفار
أحببت طيور المستنقعات وهي تعلم الشاب المستوحش، كيف يندب فساده، وكيحتفل بأعياد الميلاد
والاستمتاع بالضحكات وهو يحلق مع الطيور إلى رحاب السماء.
لقد اكتشفت في صفحات الأسفار، ألواح طينية تلون صفحات الحضارة، مثل المطر، الأناشيد السومرية
مثل قصيدة إنليل بعد ذلك، الطبيعة الهشة للشوق والجمال
مرهفة حساسيتها مثل “ندف” جنح الفراشة المعلق بالقصب وشباك الصيد،
أسفاري معها أكسبتني كما أكسبتها ذات مرة أحقق الحلم ـ أكتسبتها ـ
أن أعيش، ولكن أمدد لحظات البقاء قليلا
قبل أنتهاء صلاحية اسفار ماء الطين الذهبي
أن أعيش من التوق صلاحيته، دلالاته.!


المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 01.03.22
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)

مقالات ذات علاقة

دليل.. كثير من الحكايات بقليل من الكلمات

عزالدين عناية (تونس)

الشياطين: لدوستويفسكي منجز أدبي من روسيا البالية يستنهض أجيال البشر القادمة  

عزيز باكوش (المغرب)

من القلب وإلى القلب كتاب جديد يرصد تجربة النهضة في جمهورية تتارستان

مهند سليمان

اترك تعليق