المقالة

رمضــان في عـيـــون الأدبـــاء

رمضــان في عـيـــون الأدبـــاء

لشهر رمضان المبارك في مساحة الإبداع العربي-قديمه وحديثه- آثار أدبية حافلة، تتنوع ما بين الشعر والنثر، وتعنى بمواكبة هذا الحدث الإسلامي المتجدد، في استقباله والاستبشار بحلوله، والإفاضة في نفحاته الروحية، ووظائفه الاجتماعية، وتصوير عادات الناس فيه، وبهجتهم به، وإقبالهم على الاجتهاد في الطاعة والعبادة في أيامه ولياليه، وعن هذه الآثار الأدبية يقول الشاعر فاروق شوشة: “إن القليل منها هو الذي يستوقف النظر والتأمل والاعجاب؛ لخروجه على النسق السائد والمألوف في الكتابة الرمضانية التي أصبحت ابتداء من العصر الفاطمي لها تقاليدها وطرقها الممهدة والمألوفة، التي يسير فيها وعلى هديها كل من يقترب من رمضان استلهاما أو تصويرا أو محاكاة، إلا من كان حريصا من المبدعين على تحقيق موقف مختلف وصيغة متميزة وتعبير مغاير لما عرفه الناس وألفـوه”. (انتهى).

ويحدثنا الكاتب محمد مستجاب عن ذكرياته مع رمضان وحنينه لسهراته الدافئة مع الأهل والأصدقاء بقوله: “إن سهرات رمضان الجميلة ظلت مخدومة بالتفاعل الإنساني في ذلك الوقت الذي كانت فيه البيوت تبرز قدراتها الخاصة في تجهيز المأكولات ومختلف مشروبات السهر الرمضاني مع النصوص الدينية تجويدا وقراءة وترتيلا.. وانشراح النفوس يؤثر في التواصل والإدراك، وهو ما تقلص الآن”.. ويؤيد هذا الرأي الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي، الذي يلتقط صورا رمضانية رائعة لأحياء القاهرة العريقة، التي تحفل بالدفء والحب والصخب، ويمارس الناس فيها عادات رمضانية عديدة مثل: موائد الرحمن، والتزاور في البيوت، والمسحراتي وغيرها. ثم يقول الشرقاوي: “ومهما يكن من أمر ذبول هذه العادات الجميلة أو انقراضها فقد تنقرض منها الأشكال ولكن ما تحتويه يبقى في الأعماق، ويتوارثه الصغار جيلا بعد جيل، إن شهر رمضان هو شهر البركات والإخاء والتراحم، وهو فرحة الصغـــار والكبـار على الســواء”.

أما الكاتب الكويتي سليمان الفهد-صاحب القفشات اللطيفة والكتابات الساخرة- فيذكر أبناء جيله بأجواء رمضان في الأيام الخوالي، قائلا: “ولعل أبناء جيلي المخضرم: يتذكرون كيف كان آباؤهم وأجدادهم يستقبلون شهر رمضان بدموع الفرح ومشاعر الغبطة.. وألسنتهم وجوارحهم تغرد بالأدعية والأذكار، منكبين على القرآن الكريم يتلونه ويتدبرونه، وإذا قارب الشهر على الرحيل والانتهاء ودَّعُــوهُ ثانية بالدموع الناضحة بالشجن والأسى”..

هذا هو رمضان شهر الخير والبركة والغفران على مر الدهور والأزمان، وتلك هي تجليات هذا الشهر الكريم في إبداعات بعض الأدباء والكتاب حيث الحديث عن ذكريات الماضي وتفاصيل الحاضر، وما بينهما من مسافات العمر المنصرم ولحظات الدهر المتفلتة من دون أن نحس بها.. ففي رمضان نصوم ونفطر ونتزاور ونتسامر بقلوب يملأها الخضوع والحب والخشية.. وكل ذاك بالتأكيد يدفع بأقلام المبدعين لتكتب وتسجل أحلى لحظات الزمان التي يعيشها الناس في هذا الشهر العظيم..

مقالات ذات علاقة

علموا أولادكم رُكوب الخيال

فاطمة غندور

أهم كلمة في اللغة التباوية

شكري الميدي أجي

حول الكتابة

عمر أبوالقاسم الككلي

اترك تعليق