مريم الشكيلية (سلطنة عُمان)
لأول مرة ذات صيف لم أكن على موعد معك وحدك.. لم أنتظرك وحدك في مقهى الشابندر حين قصدت الزاوية المحاذية لنافذة الورق.
حسبت إنني على موعد معك وحدك، إلا إن شيئا ما تضخم في داخلي، وأنا أسير في شارع السطور وكأنني أتنفس رائحة الكتب الممتدة على طول خطوط نبضي لا في شارع المتنبي.
ليتك كنت تبطئ خطواتك مع خطواتي وأنا أتصبب دهشة من زخرفة عالمك المنعكس، كصورة عاكسة في ضفاف نهرك.
لا أعلم، من منا كان يحترق صيفاً أنا أم حبري؟
كنت مؤثثة بكل الأبجدية التي هيأتها حين ألتقيك.. لم أكن أتصور إنني حين ألتقيك ألتقي بها قبلك.
في ذاك الصيف الحارق كل شي ذاب في داخلي حين جلست منتظرة في زاوية بعيدة مخافة فقدانك كانت مدنك تدثرني وتلغي مني آلة الزمن.. كان من الصعب علي أن أحتفظ بكامل هدوئي ووقاري الحرفي وأنا أشعر بأنني قد وقعت أسيرة الدهشة وانا أمد بصري إلى كل الاتجاهات تصورت إنني أترقب وصولك حينها شعرت أن بغداد تقاسمك مقعدك.. وهبتني موعدين ولا أعلم من منهما سوف يقصي الآخر؟ في ذاتي قبل ورقي.. من منهما سوف يطيل بي العمر أكثر أنت أم بغداد.