هايكـو التـنشـيي ـ يوكا *
إشبيليا الجبوري
ترجمة عن اليابانية أكد الجبوري
المقهى٬ جميل نائي٬ خطوة خطوة
من آخر طريق القرية٬ يوم ممطر
اليوم المطر الخفيف
متأخر.!
البجعة البيضاء؛ التي عن طريق الخطأ
طقطقت جنحيها في الليل البارد
قمر البحيرة٬ الذي لم يرى سهري٬
وهم.!
نور المقهى٬ في البعيد
الوهم٬ أغنية الطريق غير المتوقعة…
البجعة٬ غنيت لها المشوار
إذ٬ فتات المطر اليوم خفيف ومتأخر.!
لا أحد يكرر الخسارة عبثا
ولكن ما لم يكن لك خيار الخطى
إن لم يكن٬
لا يكفي أن تكون شجاعا.!
لتعلم فن الشهامة يقابله أخفاق فن النسيان
المقهى البحري؛ رمز يدثرك جمره
الوردة تمزقك وردة وردة
المطر الخفبف يمكن أن يقتلك بواسطة غيتار.!
في المقهى٬ لن أكون سعيدة بعد الآن. ربما لايهم
هناك في المقهى أشياء تطل على أوراق تتطاير إلى العالم.
قال خذيها٬ ولا تخافي
عجب المحن تطاردنا.!
طائر البلشون٬ يطارده الظلام
الموت٬ لحظة عادية أشد عمقا
ونظراته المتنوعة من البحيرة٬ لا يهم
يكفي٬ تدرك قصر الحياة.!
وعلى الرغم من السهرات الطويلة جدا٬ إلا أنها سيان
الساعات طويلة جدا٬ تحت المطر٬ الحزن الجذل يتقدمني
إلا أنها المحنة واحدة
المطر٬ ذلك الحزن الآخر٬ ضفة٬ ذلك السهر الآخر من النهر.!
والمقهى٬ البرد الفرح الذي منحتني إياه صلف
والامطار التي أخذتني بعيدا لم تمحى
الذي يخلصنا من اللليل والبرد
ما كان كل شيء٬ بل يجب أن لا يكون لا شيء.!
المقهى الجميل نائيا٬ المطر الخفيف متأخر
فقط لأني أشعر بالحزن الجذل٬ فرحة متأخرة٬
حزنها تلك اللحظات الباطلة؛ تميل إلي بثقلها وردة وردة
حيث المقهى إلى بابها المعين٬ إلى حافة الشارع؛
اليوم٬ أنا على وجهي٬ المطر الخفيف متأخر.!
طوكيــو/ 04.22.21
* التنشيي أو اليوكا٬ تكتب بأربعة أشطر٬ وبوزن ((7.7.5))٬ فالتنشي إشارة إلى قصائد الهايكو٬ غير إن لها ما يشتمل على؛ الهايكو التقليدي٬ والمعاصر والتجريبي٬ وللهايكو أجناس٬ متميزة بهويتها٬ لها من الخصائص ما يعينها بوظيفة معينة ومحددة٬ تؤطر أغراض الخطاب به. وهذا النوع٬ عند الإشارة إليه “يتراوح طول أسطره الأربع من الهايكو. علما إن للهايكو المعني بتراوح طولها بين سطر وستة أسطر٬ له أنواع٬ مثل: السينيو٬ وهايكو التانكا..٬ وتاغوغيوشي٬ والسيدوكا٬ والدودوسيتو٬ و”اليوكا أو اليوركا”٬ والمونوسيتاشي٬ ويو روكو٬ وأي أختلاف بأسلوب الكتابة لأي نوع يطمس معناه بالبيان واللمع بالمعنى. أي يبعد عن معنى للخطاب المراد به٬ الموجه بخطوطه المعرفية بتعريفه. والآن٬ أعلاه هو (الهايكو ـ التنشيي٬ “الهايكو الرباعي”)٬ و واضح لوزنه وخطابه المتميز في قصائد الهايكو٬ ولكل نوع٬ هويته الخاصة وسعيه بفرض كتابته الهايكو. مما دفعني بالأختيار والتوضيح٬ أهميته العابرة في أنفتاح المعنى٬ ولفظته المركبة الدلالة وندرة الكتابة به عربيا٬ بل شحيح تداوله في النشر.(المترجمة)