إشبيليا الجبوري
عن الفرنسية آكد الجبوري
لماذا اخترعت زرقة البحر؟!
كيف خلقت عشبة الخلود؟!
لمن اخترع الخلود…؟!
……
………
انت السفر
الذين نالوا على لبس زرقة البحر ملابسهم
من مقهى المرفأ، من العزلة،
قد لا تتورط، أو لا تعرف
هذا الصمت، في بعض الاحيان، من المقهى
المقهى يتلقى عنك نفس العزلة واللغة
مع أزهار الرصيف، مع البحر،
مع شاي القبطان المغلي.
في زاوية المقهى، وللمرة الفريدة الصامتة فقط
أنت تتشبع بحقائب
سلة القفص الصدري
على غرار العناكب والخفافيش
تلتمع الحزن مزهر،
مثلك لا يعرف المقاهي الفارهة
مثلك لا يعرف حتى
ان كنت لازلت تطمع الحياة
او تحلم لمرة واحدة فقط، تعيشها،
في حال
فقدت رشدك…
كما السفر
وانت كشاي القبطان المغلي
تلتهمك حمى
فقط وجع الكلمات
بخارها يتسلق صدرك
مثل العنكبوت،
مثل السكوت بعد المحنة في السؤال؛
لمن اخترع البقاء،
بل لمن اخترع أناشيدها
كيف يكون رائحة المطر بعد الفناء؟
أنت القمر
الذي غنوا على أسفارهم ضفاف نهر
من الشقاء،
نخيل قد لا يتعرف على سواده.
أنت السفر…
للذين حصدوا على صمتهم خلع أشرعتهم
من العزلة،
من جدران المقهى؛ التي قد لا تتعرف بعد
على سكوتها
هذا الشاطئ الموحش طويل
هذه الليالي العجاف ممتدة
انت مسافر مثل الريح،
لكن، لمن اخترع هذا الغناء؟!
لمن اخترع الخلود…