المقالة

ليبيـــــا ومجلة النـاقـــد اللندنية

من ذكريات سنوات مضت

يسري عبدالعزيز

مجلة الناقد وملف خاص عن الأدب الليبي


منذ صدور عددها الأول في يوليو 1988، وحتى صدور عددها الأخير في يونيو 1995. أكملت مجلة الناقد سبع سنوات من الصدور الشهري المتواصل كانت خلالها منبرا للحداثة ومنارة للطرح الفكري الجريء وهما لا شك سببان كافيان لإصدارها من لندن بعيدا عن الجغرافيا العربية وعن دول لا تحتمل حكوماتها السماح بولادة “ناقد” داخل حدودها.

منعت الإعداد الأولى من مجلة الناقد من التوزيع في بعض الدول العربية ومنها ليبيا التي سمحت بتوزيعها فيها بعد ذلك وإن كانت بعض أعدادها قد خضعت للمصادرة لاحتوائها لمواضيع تتعارض أو تمس فكر وسياسة الدولة الليبية آنذاك.

نشرت مجلة الناقد طوال سنوات صدورها العديد من المقالات والقصص والقصائد الشعرية لكتاب ليبيين لعل أشهرهم هو المرحوم الصادق النيهوم الذي اصبح واحدا من أكثر كتاب المجلة إثارة للجدل بمقالاته الفكرية المتعلقة غالبا بنقد الفكر الديني السائد وفقا لشهادة الكاتب السوري رياض الريس ناشر المجلة… لقد ساهمت مجلة الناقد في التعريف بمفكرنا الصادق النيهوم لدي القراء على المستوى العربي ولكنه هو أيضا كان سببا في انتشار وزيادة توزيعها لإقبال القراء العرب على تتبع مقالاته فيها بعد أن عرفوه…عند وفاة الصادق النيهوم أصدرت مجلة الناقد عددا خاصا ساهم في الكتابة فيه عن فكره وأدبه اثنا عشر كاتبا ومفكرا على رأسهم من العرب حسن حنفي وأنسى الحاج ومن الليبين أحمد ابراهيم الفقيه.

اختارت المجلة لوحة من لوحات الفنان التشكيلي الليبي الكبير علي العباني لتكون غلافا لعددها الصادر في فبراير 1995 والذي تضمن ملفا خاصا عن ليبيا اسمته: ليبيا 1994 “قبيلة من شعراء وعشيرة من قصاصين” ونشرت من خلاله 22 قصيدة و12 قصة قصيرة لشعراء وكتاب قصة ليبيين.

الناقد وملف عن النيهوم

في عددها الرابع والثمانون الصادر في يونيو 1995 والمكمل للسنة السابعة من صدورها أعلنت ادارة مجلة الناقد توقفها عن الصدور وودعت قراءها بصور لبعض أغلفتها السابقة زينت بهم الغلافين الأمامي والخلفي لذلك العدد

وبتوقفها فقد العالم العربي مجلة أثارت مواضيعها الكثير من الجدل ولكنها ساهمت في طرح أفكار كانت مدعاة لبعض العقول العربية للتفكير ولإعادة صياغة ثقافتنا السائدة في محاولة للتخلص من ثقل الماضي والبحث عن مستقبل جديد للنهوض بفكر العرب… وفقد المبدعون الليبيون منبرا للتعريف بنتاجهم في ظل غياب كامل للإعلام الليبي عن الساحة العربية.

مقالات ذات علاقة

صباحك حليب يا عمي سعيد

زكريا العنقودي

عن فن “المالوف” طرابلس ومن قطع وصالها بالأندلس؟؟

زكريا العنقودي

المثقفون في المربع الأول

سالم العوكلي

اترك تعليق