كتبت مريم عبدالله: في عددها الصادر هذا الشهر (يناير 2021) اختارت مجلة الشعر العالمية Poëziekrant الشاعر عبدالمنعم المحجوب لتقدّم عدداً من قصائده باللغة الهولندية، وقامت في الوقت نفسه بالتعاون مع دار الآداب العالمية PassaPorta بترجمة القصائد المختارة إلى اللغتين الفرنسية والألمانية، وبالإضافة إلى الإنجليزية والعربية، فإن هاتين المؤسستين تنشر هذه المختارات بخمس لغات.
من بين القصائد المترجمة: “فن الشعر”، و”قصائد الحرب”، و”زمن الجراد”. وهي من ترجمة ديسيري كسترز Desiree Custers ، وقد قدّم لها الكاتب والمترجم بيت جوستين Piet Jootsens، ويُذكر أن المحجوب قد التحق ببرنامج ضيافة أكاديمية تشرف عليه جامعة بروكسل الحرّة VUB ، وقد أتاحت له منظمة باسابورتا الثقافية في بلجيكا إمكانية أن يتفرّغ للكتابة والبحث، وهو ما مكّنه من إنجاز بحث جديد له في فلسفة الأديان بعنوان “نقطة عمياء.. وراء جدل التأليه ونفي اللاهوت”، ومخطوط آخر بعنوان “برنامج المتوحّد” استلهم فيه سيرة الفيلسوف الأندلسي أبي بكر بن باجة وفلسفته، مواصلاً في الوقت نفسه العمل على ترجمة بعض الأعمال الأدبية لدار مسكلياني، والعودة إلى الشعر بين حين وآخر قائلاً: “نحن نتعافى بالشعر، إنه هواء كل يوم الذي نتنفّسه، الهواء الذي لا نستطيع الحياة بدونه حتى إذا لم نتذكّره ونسينا أننا نموت إذا افتقدناه”.
صدر للشاعر عبدالمنعم المحجوب ثلاث مجموعات شعرية هي: “كتاب الوهم”، و”عزيف”، و”كلّما شعّ النبيذ”، وهو متحصّل على دكتوراه فلسفة في نظرية التواصل الثقافي، وعمل محاضراً في معهد الدراسات الشرقية بكراكوف، وقد أصدر حتى الآن ما عدده 25 كتاباً بين الشعر واللغة والفلسفة والتاريخ القديم والدراسات الحضارية.
تقول عنه الصحافة العالمية بأنه: “شاعر ولغويّ وفيلسوف ليبي”، وقد لقّب بـ”السومريّ الأخير”، خاصّة بعد أن أثار كتابه المعنون “ماقبل اللغة.. الجذور السومرية للغة العربية واللغات الأفروآسيوية” جدلاً علمياً دقيقاً ما زال متواصلاً بين علماء اللغة والفيلولوجيين في مختلف أنحاء العالم.
في الأثناء يستعد المحجوب للمشاركة في أسبوع الشعر في بلجيكا وهولندا مع نهاية شهر مارس القادم، ويتضمن برنامج المهرجان استضافته لإلقاء عدد من قصائده بالإضافة إلى إعداد فيلم وثائقي قصير عنه.