يشرع موقع بلد الطيوب في نشر رواية (الحرز) للقاص والروائي “إبراهيم عبدالجليل الإمام“، على أجزاء بشكل أسبوعي!! قراءة ممتعة للجميع…
38
مر يوم كامل لا أثر فيه للقافلة المنتظرة.. وقفت عدة مرات أعلى شرفة بيتها.. تنظر في اتجاه الصحراء علها ترى القافلة او تسمع رغاء جمالها أو نباح كلابها.. انتصف نهار آخر دون أي خبر عن القافلة.. تناقلت ألسن النسوة أن بعض الشبان قد خرجوا لاستقبالها عند اقرب واد للواحة..
عادوا قبل المغيب.. تناقل الناس ما عادوا به من أخبار:
– لا أثر للقافلة.
بحث الناس عن البشير الذي نقل لهم خبر قافلة كانو لبحث امر تأخر وصول القافلة.. قال:
– تركتها على مسيرة يوم او يومين.. في وادي اوال.. قال لي قائد القافلة أن أسبقهم لأخبر الواحة بأمر قدومهم..
صباح اليوم التالي خرج بعضهم يمتطي المهاري السريعة متجهين نحو وادي أوال لاستطلاع سبب تأخرها.. قبل المغيب خرج كثير من الناس للوقوف أمام البوابة الضخمة للواحة من جهتها الجنوبية لانتظار المستطلعين..
الغريب انهم لم يعودوا حتى غربت الشمس.. أمر الأعيان بالعودة للواحة واغلاق البوابة الجنوبية.. قال أحد الأعيان:
– يبدو ان سوء قد حدث للقافلة وللمستطلعين:
– هل تعتقد أنها تعرضت لهجوم من قطاع الطرق؟
– لا يجرؤ قطاع الطرق على ذلك.. هم اجبن من ان يفعلوا.. لانه من السهل مطاردتهم.
– إذا اين القافلة؟
– ربما لا توجد قافلة.
– لكن البشير الذي أرسله قائد القافلة يقو…
– دعه يقول ما شاء.. لو صدق في قوله لوصلت القافلة.. قد نكون فقدنا من خرج للاستطلاع.
صاح أحد الأعيان:
اغلقوا كل البوابات.. هناك أمر مريب.
في صباح اليوم التالي سمعوا اصوات رغاء الجمال.. الغريب انها جاءت من الجهة الشرقية للواحة.. الجهة التي اعتادوا ان تصل منها قوافل الحجيج.. اما قوافل بر السودان فدخولها عادة ما يكون من الجهة الجنوبية.. ارسل قائد القافلة يطلب الاذن بالدخول الى أسواق الواحة.. رفض الأعيان السماح لها بالدخول.. استثنوا من ذلك قائدها فقط.. كان ذلك عند الظهيرة.. توجه به الحرس إلى سوق تصكو.. هناك كان الأعيان في انتظاره.