قصة

شقاء ميت

من أعمال التشكيلي معتوق أبوراوي
من أعمال التشكيلي معتوق أبوراوي


كان يكد لأجل إطعام أفراد عائلته المكونة من خمسة أنفس. حطاباً في السابعة والسبعين من عمره، يجول بين البنايات، يقتاد حماره الأعجف، محملاً بالحطب. يبيع ما تيسر له لتأمين لقمة العيش.

وذات يوم، وهو يتسلق شجرة سقط من على ارتفاعها، وأنغرس الخنجر، الذي كان معلقاً بحزامه، بين ضلوعه، وخر مغشياً عليه.

نزفت دمائه. لم يستطع ركوب حماره، فمات. راح الحمار يجره برسنه، الذي علق بيده، إلى أن وصل إلى داره. شق العويل، والنحيب أرجاء القرية.

شرع الجيران يتوافدون على دار الحطاب “نافع” معزين، وبعد أسبوع من دفنه، ساقت له الأقدار أحد السحرة الذي نبش القبر وقطع، أصابع يديه، لاستعمالها في وصفته السحرية وترك بقايا جثته على حافة القبر، لتلتهمها الكالب الضالة، التي تحوم حول المكان، باحثة عن ما تسد به رمقها.

ندبت القرية، ورثت حطابها المسكين، الذي لم يهنأ حتى في لحده.


2007

مقالات ذات علاقة

سفرة من الماضي

إبراهيم دنقو

أشدُّ قتامة من الليل

جميلة الميهوب

نَظَرِيّات

2 تعليقات

حسين بن قرين درمشاكي 26 سبتمبر, 2020 at 15:25

شكرا بحجم السماء وروعة المطر وسحر الشتاء..لموقع الطيوب..وتحية بنقاء الثلج وطيب المسك لصديقي الشاعر الكبير رامز رمضان النويصري Ramez Enwesri على وسخاء النشر..

_درمشاكي_

رد
المشرف العام 27 سبتمبر, 2020 at 07:25

الشكر موصول ولأبداعك
مودتي

رد

اترك تعليق