فائزة محمد بالحمد
كنت قد شاهدت تقريرا او برنامجا على قناة العربية، يسلط الضوء على معاناة اللاجئين السوريين، وتشغيل الأطفال في الحقول ومصانع الأسمنت، وغيرها من الأعمال الشاقة، والتي من المفترض هي أعمال لأناس كبار، أما الأطفال يجب توفير الأمان والحنان لهم وضمان حقهم في التعليم والعيش الكريم، فمنظمات حقوق الإنسان ما عساها تفعل وهي تجري التقارير وتكتب وتتحدث عن معاناة هؤلاء الصغار، فقد ذهلت عندما رأيت شاحنة كبيرة تقل مجموعة كبيرة من الأطفال للعمل في الحقول وجني الخضروات الناضجة، وهذا العمل الشاق يستغرق ساعات طوال، وكلما انتهوا من حقل، أقلتهم الشاحنة إلى حقل آخر.
فاطمة.. فتاة يافعة حرمت من الذهاب للمدرسة، هكذا قالت والدموع تختبئ خلف هدوئها وشخصيتها المتزنة، قالت؛ بأنها تستيقظ في الصباح الباكر، الساعة السادسة وتذهب للعمل في الحقل، إلى الساعة الثانية بعد الظهر.
أليس هذا وقتا طويلا؟
واسترسلت في حديثها قائلة؛ عندما أعود من العمل، اساعد امي في أعمال البيت ومن ثم تراجع لأخوتها دروسهم، وهي لا تذهب للمدرسة، إخوتها الصغار فقط من يذهبون. هي يجب أن تعمل وتحدثت عن امنيتها فقالت؛ اتمنى أن أصبح معلمة أطفال. وصمتت وتأملت من هم حولها على أمل أن يتحقق الحلم ويسمح لها بالذهاب إلى المدرسة.
طفل آخر يعمل في مصنع للأسمنت، سألوه وأجاب عن كل الأسئلة، ولكن كان هناك سؤال أخير، عندما سأله من يحاوره وقال له: هل تحب هذا العمل؟ فملأت الدموع عينيه وأجهش بالبكاء!! وأجاب بأنه لا يحب هذا العمل.
كم آلمني هو وفاطمة، وكل أطفالنا من تجبرهم الظروف على اللجوء الظالم غير الأمن بالنسبة لهم.
رفقا.. رفقا.. بالإنسانية فقط لا تنسوا بأنكم بشر، لا تستغلوا ظروفهم القاسية وأين هي منظمات حقوق الإنسان من يحمي الطفولة. وان كنا أصحاب أقلام ولا تتحدث كلماتنا وتكتب عن معاناتهم، فتبا لتلك الأقلام وإن دون كل ما نكتبه في كتاب جميل منمق واقمنا احتفال لصدور كم هائل من الكتب، فإن لم نكتب عن معاناتهم ونحس بهم سيبقى ذلك الإصدار باهت اللون طموحاتهم لا تقتلوها من أجل المال. لا تحرموهم حقهم في الشعور بالدفء في أحضان وطن جميل السلام للأوطان والأطفال.