عبدالرحمن امنيصير
عندما تشعرُ بأنَّ ذاكَ القلبَ الحنونَ، تلكَ الضحكةَ العفويةَ، ذلكَ الجسدَ البريئَ، قد غادركَ فتندثرُ قوتكَ و يتلاشىٰ فرحُكَ، و تتحسَّرُ علىٰ أيَّامهِ الخوالي تسترجعُ فيهَا ذكرياتكَ معهُ معَ أنكَ لم تقضي وقتك معه إلا قليلاً؛ و عرفتهُ في الآونةِ الأخيرةِ لكنهُ كان من أقربِ الناسِ إليكَ و كأن شيئاً سُرق منكَ و لا يمكنكَ استرجاعهُ، لن تستطيعَ التواصلَ معهُ و ربما لا تراهُ أو تسمعُ عنهُ شيئاً تشعرُ بالخوفِ من تلكَ اللحظةِ، تقولُ لهُ أجملَ الكلماتِ لأنكَ تعلمُ جيداً أنكَ لن تراهُ مُجدداً بينما كنتَ تعتقدُ أنكما لن تفارقا بعضكما إلا بالموتِ، و هُنا تكمُنُ الصدمةُ التي حطَّمتْ قلبي إلى أشلاءٍ و مزَّقتهُ إرباً و جعلتهُ مسكناً للحُزنِ و الظلامِ و هو يلفظُ أنفاسهُ الأخيرةَ و يقولُ: وداعاً للأبدِ إيَّاكَ أن تنساني فرُغمَ الوقتِ القليلِ الذي بيننا أحببتكَ