تميم أحمد الشريف
(الخامسة مساءاً، حي الغرس)
– مد يو مد هنا هنا !!
– (شروك) !! قوووووووووووول وووووه !! هيا هيا يا أجويدة رد للباب را يشوط عليك بسسسرعة!
تأتي سيارة، تقطع هذا اللعب اللامتناه، تترجل منها كريمه، تطرُق الباب بخفة، تفتح أسماءُ، الفتاةُ اليافعةُ الباب، تلألأت عيناها عند رؤية كريمه، تقول كريمه:
– أهلين يا ماما، كلميلي أمك بسرعة.
– حاضر…
تذهبُ أسماء في دعَّة، لحظات، تأتي الأم:
– خير يا مبسوطة!
– يا مرحب يا مرحب، ايشحالك يا كريمة كل عام و أنتي بخير يا يام ايشحالك ………
تتبادلان القُبل والتحايا، تقولُ كريمة في عجالةٍ واضعةً يدها في جيب مبسوطة:
– معاي آمانه لك مني ومن هل الخير، هاكي! إن شاء الله عيدك مبروك ومانيش دايرة غيبة ما تعزميش هي مع السلامه…
– الله يفتحها في وجك بجاه الكريم يا كريمه هيواه..
تتبلور دمعه في عيني كريمة، فمشهدُ المنزلِ بائس، تَربِتُ على كتفِ أحدِ الهدَّافين المُتذمِّرين من السيارة الَّتي ضيَّقت عليهم زقاقهم الصغير، تركبُ سيارتها آمرةً إبنها أن ينطلق..
بعد لحظات؛ تنادي الأم:
– سلوومه يا سلومه هيا سلم اوليدي خش وخشش معاك اجويده، نريدوا نمشوا لسوق بعدين نكسُّولكم هيا الله يربحك!
دخلا دونَ أن يودِّعا صديقَيْهِما، يطيران مزهوَّين في حضن أمهما وكُرتهما النايلون المُترهِلة، بينما تُلاعب أسماءُ ضفيرتها بـسبَّابتها وإبتسامةٌ تعلو مُحيَّاها فهذهِ زيارةٌ منشودة إلى محلات المدينة!
تصل كريمة لـمنزلها وسؤالٌ يتأجَّجُ في ذهنها كاد أن يمزق شرايين دماغها، ماذا لو أنَّها وضعت كيس قمحٍ في جيب مبسوطه؟؟