متابعات

هدريز وجدلية الحبس والإبداع

الطيوب

جدلية الحبس والأبداع.. في أدب السجناء الليبيين

عن مكتبة طرابلس العلمية العالمية، طرابلس، صدر قبل أيام للدكتورة والباحثة “أمينة هدريز” كتابها المعنون (جدلية الحبس والأبداع.. في أدب السجناء الليبيين)، الكتاب جاء في جزئين، تناول الجزء الأول: شعرية القصيدة ويدرس كل ما كتب داخل الزنازين من قصائد شعرية، أما الجزء الثاني، فيتناول: السرد من قصة قصيرة ومسرحية نثرية.

الباحثة “أمينة هدريز” قالت للطيوب: (هذا الكتاب هو في الاصل جزء من رسالة دكتوراه تدرس أدب السجناء اللبيين؛ شعرا، ونثرا، في الفترة مابين 1973 إلى 1987م، وهي فترة سجنهم بين أربعة سجون سياسية: سجن الجديدة بطرابلس، والسجن المركزي، ويسمى الحصان الأسود، أو بورتابينيتو، وسجن الكويفية ببنغازي، وسجن أبو سليم بطرابلس، في فترة الحبس كتبت القصائد وخطت الدواوين والقصص القصيرة والمسرحيات النثرية والداسات النقدية ضاع منها الكثير، ما بقي منها عبر عن واقع وتجربة أدباء الحبس داخل السجون الليبية في عهد القذافي، ورصد مرارة وصعوبة الكتابة داخل السجون وكذلك صعوبة المحافظة عليها من مصادرة الحراس).

وتضيف: (كل ما كتب داخل السجون من شعر ونثر (قصة قصيرة ومسرحية نثرية) يعد جزء من الأدب الليبي تخلق في ظروف خاصة يعبر عن مرحلة من مراحل تاريخ الأدب الليبي، كذلك يبين طريقة تعامل هؤلاء السجناء مع واقعهم وتعاطيهم معه، فهذا الأدب ينهض بعبء التعبيرعن رؤية الأدباء السجناء في مواجهة آليات القمع المختلفة ويبحث في ظروف تخلق النص الأدبي من خلال الكشف عن فنية الإبداع في أدب الحبس وإبراز دور الأدبب السجين في منح أدب الحبس شكله الخاص الفني الخاص به، وكذلك استجلاء شعريته وجمالياته الفنية مؤكدا على العلاقة بين الإبداع المرادف للحرية والانطلاق والحبس المرادف للمنع والقيد).

الدكتورة أمينة هدريز (تصوير: عبدالقادر الكانوني).
الدكتورة أمينة هدريز (تصوير: عبدالقادر الكانوني).

وحول هذا النتاج الأدبي تضيف “هدريز”: (هذا الأدب عبر عن ثنائية الحبس والحرية الصمود والانكسار الذي يحمل في دلالاته تيمة المقاومة بأشكالها المختلفة لان هذا الكتاب يطرح فرضية الإبداع في أدب السجون وإعطائه المكانة التي يستحقها؛ لأنه يمثل شكل الإبداع الذي لا تحكمه معايير الكتابة الطبيعية فقد امتاز بخصوصيته الفنية على مستوى الرؤية والتشكيل بدرجات متفاوتة بين هؤلاء الأدباء السجناء).

وعن سؤالنا عن إجزاء الكتاب، تقول الباحثة: (الجزء الأول خاص بالشعر الذي يعد المادة الاكثر في هذه الداراسة، حيث يرصد العديد من الخصائص الأسلوبية في تشكيل الخطاب الشعري الليبي لشعراء الحبس من خلال معجم الحقول الدلالية وشعرية الانزياح وشعرية التناص، ثم دراسة تقنيات بناء القصيدة بالوقوف على مدى التداخل بين السردي والشعري في بناء القصيدة وشعرية البناء المسرحي. أما الجزء الثاني؛ فيبحث في أدب الحبس من خلال تجليه في الخطاب السردي في مدونة الحبس المتحلي في القصة القصيرة والمسرحية النثرية، هذه الدراسة تعمل على مقاربة النصوص السردية مقاربك سيميائية تسعى لتحليل البنى الداخلية للخطاب السردي ومعرفة آلية اشتغالها وذلك بالاعتماد على المنهج السيميائي من خلال البحث عن شكل المضمون والغوص في أعماقه واستكشاف مدلولاته والوقوف على خقيقة المعنى فيه).

مقالات ذات علاقة

تونس تحتضن الاجتماع الأول لوزراء ثقافة دول غرب البحر المتوسط (حوار 5+5)

المشرف العام

أصالة التراث ودلالة الموروث

المشرف العام

الورفلي وأبوسالم يُميطان اللثام عن أغوار تاريخ القرنين الثامن والتاسع عشر

مهند سليمان

اترك تعليق