زينب علي محمد الحاج
جالسة في الظلامَ لا منفذ ولا نور أظنُ أن الهاتف فقط يعبثُ بنورِ وجهِي.. ظلكَ يدفءُ هذا الخوف ويبطلهَ!
بَيني وبَينَك ما بَين البيّنِ بَينُ، شَيء من اللا شيء، كقاف بعدَ الشين وما قَبل الشينُ عين.
عيناك بلائي وابتلائي وأنا المُتيم المبتلَى”
تضع يدكَ وتطلبُ الاتكاءَ عليها فأخلجكَ للانضمام إلي بيتكَ “الصدر” .. تبتسمُ وتتلعبُ بخصال شعر ثمَ تتسللُ يدك على وجنتِي “الخد” نصمتُ طويلاً!
أفكرُ في اللاعدم وأنتَ تحاولُ أن تضع قبلة في أي مكان فأنهُ الظلام ولا يمكنكَ رؤيتِي كنت تتحسسُ أنفِي الرفيع وتارةً تأتي أناملك علي شفتِي السفلة، أحاولُ تجنبك وأبدأ بالثرثرةَ …
أتسأل كيف ل مخيلتِي من جلبكَ بجانبِي وفي مضجَعِي!
تضحكُ بسخرية، وتأخدُ كفَ يدي الصغيرة لتستنشقَ رائحة الحناء ولا تكفُ عن نداءِ بصغيرتِي اللطيفَة .. تعانقُ روحِي وتختلطُ أنفاسُ الجميع وتزدادُ رطوبة الهواءَ!
أذكرُ أنني سألتكَ أن كان بإمكانك سماعِي دوماً دون ملل؟
لكنكَ أجبت بإصرار أنك يمكنك مراقبتِي دون كللَ!
وقلت بين كللِ و مللِ شعرةُ الرغبة وهدف وربما الغريزة والشغف!
كان ردكَ مبهم جداً يا عزيزي!
حدثتكَ أنني لا أشعر بالرغبة ولا الغريزة ولكن أشعر بالشغف الذي يتدفقُ في أضلعِي، ولا هدف من هذا الشغف!
لم يعجبك قولي.. فكنتَ مقتضَ الشفتين ولا تتوقُ بحرف!
أزحتنِي جانباً وبدأت البحث عن مصباح مضيءَ وأصدرت بعض الزفير بأنني مستفزة وغير مبالية ومحبطةٌ كذلك!
أشغلتَ كاشف الهاتف وبدأت النظر هكذا النظر دون حديث ودون أن تقترب فقط تنظر وتترقبُ بالشغف ما سيحدث من حدث أو ردة فعل!
و لا أحتاج شعاع الشمـس وأنت معي يكفيني بريق عينيك أبدأ به يومي.
أذكر أنك ضحكت وكانتَ ترقُ القلب لضحكتكَ حدثتني عن عيناي أنها واسعة وجذابة لكن لم تلاحظ هذا ألا اليوم!
اسكتكَ قليلاً وقلتُ: دوري لأن أري عيناك اليوم أيضاً.