شعر

نِدَاءُ اسْتِغَاثَة

لِتَعْـذِرَنَا رَسُــولَ اللهِ إِنَّـا

نُعَانِـي تَحْـتَ أَهْـوَالٍ عِظَامِ

أَمَاتُـوا أُمَّـةً هَانَتْ وَنَـادُوا

بِـأَنَّ سُبَاتَنَــا لِلدِّيـنِ حَـامِ

وَهُمْ أَعْـدَاؤُنَا سِـرّاً وَلَكِـنْ

هُنَـاكَ تَفَـاوُتٌ عِنْـدَ الصِّدَامِ

فَبَعْضٌ فِي التُّرَابِ يَدُسُّ رَأْساً

وَيَشْمَـخُ بِاسْتِـهِ مِثْـلَ النَّعَامِ

وَآخَرُ يَدَّعِي الإِسْـلاَمَ زَيْفـاً

يَسُوسُ النَّـاسَ قَسْراً بِالحُسَامِ

يَرَوْنَ دِمَاءَنَـا لِلسَّفْـكِ حِـلاًّ

قُسَـاةً يَلْهَثُــونَ بِـلاَ أُوَامِ

غَدَاةَ السِّلْـمِ كُلُّهُـمُ صُقُـورٌ

وَعِنْدَ الحَـرْبِ أَشْبَـهُ بِالحَمَامِ

يَدُوسُونَ النُّفُـوسَ بِلاَ حَيَـاءٍ

وَقَدْ جُبِلُوا عَلَى سَحْـلِ الأَنَامِ

غِثَاءُ السَّيْلِ صَارَ لَنَا شَبِيهـاً

نَهِيمُ بِلاَ هُـدَىً مِثْلَ السَّـوَامِ

رَسُـولَ اللهِ لاَ تَأْبَـهْ لِرَسْـمٍ

شَنِيـعٍ صَاغَـهُ بَعْـضُ اللِئَامِ

تَصَدَّى نُـورُ وَجْهِكَ دُونَ لأْيٍّ

مَـعَ الإِيمَـانِ جَهْـراً لِلظَّلاَمِ

فَزَالَ الكُفْرُ عَنْ قَيْسٍ وَأَضْحَتْ

بِـكَ الرُّكْبَـانُ تَرْفُـلُ بِالسَّلاَمِ

وَهَا شَاهَدْتَ فِي الأَجْسَادِ نَزْفِي

وَقَدْ كَـرُّوا عَلَى المَوْتِ الزُّؤَامِ

شَبَـابٌ لاَ يَخَافُـونَ المَنَايَـا

تَداعُـوا لِلَّـظَى وَالأُفْـقُ دَامِ

فِدَاكَ أَبِي وَرُوحِي دُونَ مَـنٍّ

أُقَدِّمُهَـا إِلَـى مَرْمَـى السِّهَامِ

وَلَوْ قَدْ كَانَ لِي رَهْطٌ وَخَيْـلٌ

لأَسْمَعْتُ الأُلَى خَسِئُـوا كَلاَمِي

وَلَكِـنْ لاَ سِـلاَحَ لَـهُ نُفُـوذٌ

سِـوَى قَلَمِـي لإِيقَـاظِ النِّيَامِ

فَلَيْتَ لَنَا بِجَوْفِ الغِمْدِِ سَيْفـاً

وَلَيْتَ لَنَـا وَرَاءَ القَـوْسِ رَامِ

جَمِيلُ الفِعْلِ لَيْسَ هُنَاكَ شَـكٌّ

نَزِيـهٌ أَنْـتَ عَـنْ كُـلِّ اتِّهَامِ

نِدَائِـي يَا رَسُـولَ اللهِ يَوْمـاً

بِأَنْ أُشْفَى بِحَوْضِكَ مِنْ سَقَامِي

بِمَدْحِكَ أَرْتَجِي وَالوَيْـلُ خَلْفِي

وَقَدْ عَاثَ العِدَى حُسْـنَ الخِتَامِ

بنغازي 28/2/2006م

مقالات ذات علاقة

هذا الصباح

علي فنير

نصوص

خالد درويش

الفَلُّوجَة

اترك تعليق