شعر

مدائن قرمزية

من أعمال التشكيلي سالم التميمي
من أعمال التشكيلي سالم التميمي

 
هشّةٌ أنتِ كداليةٍ هرمة
كهوسِ الاصفرار
يُنْبئُ بمزاجِ المناجل !
لن يستقيم ظِلّكِ
وأنتِ محض ميْلةٍ حرون
كطفلةٍ تضفرُ جدائل دميتها تحت المطر
وأنا الفكرة الوحيدة في رأسكِ
مغروسٌ كشوكةٍ عنيدة على درب وحدتكِ
أترصّدكِ وأحصي خُطى الحنين .
كسِحْنةِ النهم الظامئ للحزنِ
تسكنني عتمةٌ حميمية مرهقة
وصمتٌ نيئْ
كقطرةِ مطرٍ أخيرة
سقطت لتوّها على بلّورِ نافذتي الأملس
فدوّت لحنا
غلواء الريح المدارية
وغناءُ القصب، عُواء الشهوة
صفيرٌ يزفرهُ نصٌ فوضوي الحواس
على شفيرِ الليل حين ينتصف !
كم أمقتُ أن ترهقني ديمومة الصرير
لإيجادِ سحرٍ آخر
يُفتّقُ مخارج الحروف
طمعاً في روْنقٍ بنكهةٍ أخرى
وتفرّدٍ مائز
لميلاد معنًى باهر، تنحني له القصيدة
بلا وعْيٍّ كتبته ذاكَ النصٌ الفاجر
ويحي أتراهُ ما زال يحتضر على فمِ امرأة بكر؟
رحلت عن شِفاهها القُبل
تتلمّضُني حرفًا حرفا .!
وأخشى ما أخشاه
نقرةٌ جنون على نافذتي فارغة الملامح
حين تنهار عن بكرة أبيها
كلّما زارها أمس شريد
فيعيدني إلى مداءات المنافي
درويشا يكابد العناء
فأبكيك بحنجرةٍ مُنْهكة عند ذُرْوةِ الغناء
نبل الدراويش
عظمة الدهشة
وشغفٌ لمدائنٍ لا تصدأ
كجذوةٌ الخمس لا تخبو

مقالات ذات علاقة

بقـع على الوسـادة

سالم العوكلي

شيموس هيني في صبراتة وقصائد أخرى

عاشور الطويبي

حنانيكَ

المشرف العام

اترك تعليق