طيوب البراح

خيانة خاطئة

عبدالرحمن امنيصير

من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي
من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي

دراما الخائبِ الذي كانَ يحلمُ بعيشِ حياةٍ سعيدةٍ، بأن يكونَ لهُ كلَّ ما يريدُ حتَّى أَتَى ذَاكَ اليومُ المشؤومُ كان يوم ميلادهِ، كان عائداً فيهِ من العملِ رأى حبيبتهُ جالسةً مع رجلٍ آخرَ، وتخونهُ كانَ مصدوماً منْ هولِ ما رأَى رجعَ إلى البيتِ مسرعا ووجههُ مسودٌّ، استلقى على السريرِ دونَ أنْ يلفظَ حرفاً فكر ملياً، في ما رأَى واتَّخذَ قرارهُ فإذ بهِ يصعدُ السلالمَ ليصلَ إلى السطحِ، وضعَ قدمهُ الأولى على الجدارِ والأخرى في الهواءِ وبدأَ يتهاوى للأسفلِ بسرعةٍ، وهو يسقطُ يشاهدُ حيواتَ جيرانهِ الآخرينَ، المآسي المنزليةِ الصغيرةِ، علاقاتِ الحبِّ السريةِ، لحظاتِ السعادةِ الخاطفةِ، ثُمَّ تابعَ سقوطهُ ليصلَ إلى نافذةِ شقتهِ، وعينهُ عليها وهو يرى معشوقته تُعلِّقُ الشرائطَ الملونةَ مع ذلكَ الرجلِ الذي كانتْ معهُ سابقاً، يُساعدها في تنظيمِ حفلِ ميلادِ حبيبها، حينها عرفَ أنها لم تقم بخيانتهِ، استمرَّ في السقوطِ بحيثُ أنهُ في اللحظةِ التي تهشَّمَ فيها رأسهُ على رصيفِ الشارعِ، كانَ قد غيّرَ نظرتهُ للعالمِ كلياً، وكانَ قدْ اقتنعَ بأنَّ تلكَ الحياةَ التي هجرها إلى الأبدِ عن طريقِ البابِ الخاطئِ، كانت تستحقُّ أن تُعاش!

مقالات ذات علاقة

شهدٌ في ارتياب

المشرف العام

أحببت نقية

صفاء يونس

فيروز

المشرف العام

اترك تعليق