في مثل هذا اليوم رحل مصطفى محمود المستيري، فنان الزمن الجميل
في مثل هذا اليوم، منذ 41 سنة رحل عنا الفنان مصطفى محمود المستيري، كثيرون هم العازفون الذين تعلموا على يديه، ولعل الملحن الكبير يوسف العالم أشهرهم.
ولد الفنان مصطفى محمود المستيري في شارع (سيدي سعيد) بمدينة بنغازي العام 1914.. ودرس المرحلة الابتدائية في المدرسة الإيطالية، ثم سافر إلى مصر في أواخر ثلاثينات القرن الماضي للدراسة الأزهرية، ولكنه كان مأخوذا بالفن، فتعلم العزف على العود والكمان والقانون أيضا، وعلى أثر عودته عين موظفا بنظارة الصحة، وظل بها حتى تقاعده سنة 1970 ثم مارس الترجمة والكتابة العمومية.
كان رفاقه من خيرة شباب ورجال جيل الأربعينات والخمسينات مثقفين، ومتعلمين، ومستنيرين، إن الباحث عن سيرته لا يسمع منهم غير كل الخير عنه، ولا يقرأ عنه غير أذلك. كان: خلوقا، راقي السلوك والعلاقات الاجتماعية، مع اناقة مميزة لا تخطئها العين. كثيرون هم رفاقه ومعاصروه المثقفون والفنانون والمهتمون بالفن، منهم الوجهاء مصطفى امنينه، وسالم بن حميد، ورمضان الكيخيا، والشاعر أحمد رفيق المهدوي، وسالم بشون، والفنان علي الشعالية، والأستاذ الشريف الماقني بومدين. كان مثقفا، يجيد بجانب العربية ولغتي ذلك الزمن: الإيطالية والإنجليزية.
ويسجل التاريخ أنه كان من أفواج المتطوعين الذين سافروا سنة 1948 للمشاركة في المعارك التي جرت في فلسطين.
في النصف الثاني من خمسينات القرن الماضي التحق بالإذاعة شأنه شأن روادها، عندما بدأت الإذاعة في (الجينيو) بمنطقة رأس عبيدة العام 1957. لقد كان رحمه الله كمعهد موسيقى، فيندر أن تلتقي فنانا لم يتعلم على يديه العزف، والطرب، والغناء.
أقعده المرض ونقل إلى لندن، ولكنه توفي يوم 28/12/1978، ووسد ثرى مقبرة سيدي عبيد يوم 30/12/1978.