المقالة

المحلل السياسي الليبي بين الماضي والحاضر

من أعمال الفنان محمد الزواوي


هذه لوحة للفنان “محمد الزواي” -رحمه الله-، نُشرت على صفحات جريدة الفجر الجديد سنة 1974، وفيها نرى شخصية المحلل السياسي الليبي وهو جالس على الرصيف أمام دكانه لبيع المواد الغذائية ، تاركا زبائنه الذين قدموا ليشتروا حاجياتهم ينتظرون ، ومنخرطا في تحليل سياسي، (وربما تحليل عسكري أو استراتيجي الله أعلم) أمام جمهوره الذين جلسوا أمامه في استسلام تام، يستمعون إليه وكلهم آذان صاغية، تعليق الفنان الزواوي على لسان احد المواطنين الواقفين إلى جانب مدخل الدكان يقول: (واحد يكلمه أثناء تحليلاته السياسية يضربه باللي فيده… خليه يكمل وبعدين نشروا).
 
إنه نموذج للمحلل السياسي الليبي أيام الراديو، قبل ظهور القنوات الفضائية، بعض نجوم التحليل السياسي والاستراتيجي والعسكري اليوم أمثال: نعمان بن عثمان، وعزالدين عقيل، ومحمد مطلل، وعيسى عبدالقيوم، وغيرهم، لم يأتوا من فراغ.. بل هم امتداد لهذا المحلل السياسي الذي كان بالأمس ينثر تحليلاته على الرصيف في الهواء الطلق، واليوم نراه ينثر تحليلاته عبر الشاشات.
 
لا أظن أن أشياء كثيرة قد تغيرت، باستثناء عدد الجمهور الذين تضاعف بشكل كبير، وتغيرت ملابسهم التي يرتدونها، وكذلك ملابس المحلل السياسي الذي صار يرتدي البدلة ويجلس على كرسي ويتحدث من خلال ميكرفون في مواجهة الكاميرا، أما الدكان فقد صار قناة فضائية …

مقالات ذات علاقة

في اختلاف النهارات

جمعة بوكليب

القفة… حنّة العيد

حواء القمودي

أساتذة النغم بعد السبعة الكبار

المشرف العام

اترك تعليق