المقالة

التشيّع بين حرية المعتقد والتجريم

الصورة عن الشبكة
الصورة عن الشبكة

 
شمال افريقيا بمجمله عالم اسلامي سني المذهب مع وجود للمذهب الاباضي في المنطقة الجبلية، وكما كانت طرابلس(ليبيا) مدخلا للعروبة والإسلام إلى الغرب الأفريقي فإنها كانت أيضا مدخلا إلى الشرق العربي حيث قام الفاطميون الذين أسسوا دولة لهم في المغرب العام 909 م بإرسال حملاتهم إلى مصر لنشر المذهب الشيعي بدءا من العام 913 م واستولى الفاطميون على مصر سنة 968 م وأقاموا بها الخلافة وأسسوا جامع الأزهر العام 970 م، وكان للفاطميين أسطولا قويا مكنهم من السيطرة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط. واستمرت دولتهم إلى العام 1171 م.
 
تلكم نبذة تاريخية عن المذهب الشيعي بشمال افريقيا ارتأيت ضرورة البدء بها بشأن الحديث اليوم عن (اعتناق) بعض سكان المنطقة لهذا المذهب وكأنه جرم يستلزم التعامل معه بحزم، ويجب ألا يغيب عنا الموروث الثقافي بشأن عاشوراء وعيد الميلاد النبوي وتلك الأغاني التي كنا نصدح بها، فنحن سكان شمال أفريقيا سنة متشيعون لآل البيت.
 
جميعنا يعلم أن أمة الإسلام بها بضع وسبعون فرقة كما الحال ببقية الديانات منها المتطرف ومنها المعتدل.
 
بعض السنة ومشائخها يكفرون الشيعة بمجملها لأن معتنقيها حسب رأيهم يقومون بسب الصحابة من على المنابر وأن دولة إيران تناصرهم وصاروا يطلقون عليها دولة الفرس وكأن الاسلام لم يصلهم قبلنا ولم تنجب تلك المناطق خيرة من خدم الرسالة المحمدية وساعد على انتشارها وتناسى هؤلاء أن ذلك يساهم في تقاتل المسلمين بدلا من الدعوة الى مناقشة الأمور المختلف عليها بعيدا عن التعصب وجعل امكانيات الأمة لنصرة الدين ورفاهية أبنائها واستتباب الأمن بها.
 
وأقول ليس كل الشيعة متعصبون (فكريا) بل بعضهم، كما أنه يوجد بعض السنة الذين يقومون بأعمال والدين منها براء (التكفير والهجرة) والجماعات الإسلامية الأخرى التي ظهرت إلى الوجود بعالمنا الإسلامي بعد الغزو الصليبي للعراق.
 
هل التشيع أو التسنن (اعتناق المذهب السني) أصبح حرام، أليس كلا الفريقين يؤمنون بكتاب الله ويتبعون سنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، أ ليس من حق المسلم حيثما وجد أن يختار المذهب الذي يريد طالما انه لم يكفر بما  جاء به محمد صلى الله عليه وآله، أم ان اعتناق المذاهب أصبح مناطقيا (جهويا) لنطلق على هذه الدولة سنية وتلك شيعية وقد تكفّر بعض الفرق في المذهب الواحد بعضها البعض فيكون الاقتتال الذي يريده الآخرون أعداء الأمة وتنشأ دويلات على أساس ديني ومذهبي وهذا ما تريده وتحلم به دولة (اسرائيل) منذ انشائها من حيث قيام دولة دينية (يهودية) بحتة لاستجلاب اليهود من كافة مناطق العالم ليعيشوا بأرض الميعاد ورمي الآخرين خارج فلسطين ونفقد مقدساتنا الإسلامية بتلك المنطقة الى الأبد. هناك دعوات لحوار الأديان فما بالك بحوار بين المذاهب وليتنصل عامة الشيعة من أفعال وأقوال متشدديهم كما يتنصل عامة السنة من المغالين في الدين ومكفري الآخرين.
 
وأخيرا يجب ألا ننسى أن هناك حقوقا للإنسان في هذا الكون ومنها حرية المعتقد ولقد آووا ونصروا (الغرب) سلمان رشدي وغيره، وأنهم ناصروا ويناصرون الشعوب للتخلص من حكامها بحجة حق الإنسان في التعبير عن رأيه وقد يكون تدخلهم في المستقبل بسبب حرية المعتقد فنظل نتقاتل وهم يتفرجون فالدين لله والوطن للجميع.
 

مقالات ذات علاقة

من كواليس عمر المختار

المشرف العام

إذاعة طرابلس وفيروز

فاطمة غندور

إني بلغت

ميسون صالح

اترك تعليق