#انكشاف
” أنت امرأة وحشية وخطيرة.. أنا أتكلم الحقيقة والحقيقة هي الوحشية والخطيرة ” كيرمان كرير.
هناك لوحات تشعر أنها تعنيك بصورة ما، لوحه تغادرها فتجد أثرها على ملامحك. قوة خفية قادرة على نسخ هذه اللوحة فوق جدار روحك لتكمل بها بقية الرحلة، تحفظها على جهازك المحمول وتنظر اليها كل يوم وتقرر اخيرا ان تسأل الفنان عنها لأنك تعتمدها كمصدر لانكشافك الجديد.
اخبرني الفنان المثقف (عدنان بشير معيتيق) عن لوحته فقال هي لوحة بعنوان Trapped (المحاصر) رسمتها عام 2009 حجم صغير حبر على ورق لمخلوق يحيطه كولاج من الحروف والارثام الكتابة العربية ربما الهوية واللغة والمكان.
ومما عرفت عن هذا الفنان انه عاشق حقيقي للقيمة الجمالية يبحث عنها في كل مكان. وعلى المستوى الشخصي استفدت كثيرا من مكامن ضوئه وانا اتحسس بداية طريقي في الظلام، ولذا صدمتني كلمة مخلوق في تعريفه لمحتوى اللوحة وانتبهت ان ما شدني لها هذا الهاجس النسوي الذي اعيشه فكنت اتمنى ان يقول لي بوضوح ساذج هذه امرأة محصورة لا تتنفس الا الكلمات. نقطة انتهى.
لكنه وبذكاء شديد جعلني افكر واترك اللوحة هناك في روحي لعلها تختمر فتنطق السر، وجاء موعد زاوية انكشاف بالتزامن مع احداث لخبر فتاة حوصرت بالرباط المقدس حتى هتكت سر قدسيتة ومدت يدها للنجاة فحاصرناها بالكلام بعدما خنقتنا الحقيقة وارتدينا العجز.
ما الذي انكشف عندي ب (المحاصر) المرأة محصورة في مجتمع من القطيفة الحمراء براق جميل احمر كالورد الجوري! هذا هو ايضا خط الخطر الذي لا يجوز تجاوزه خط رسم بعناية على مر الزمن والعادات خط حول المرأة الى (مخلوق) عُرف بمكمن شهوتنا منه فهو الابرز والاوضح واساس اي بناء سنبنيه من الكلمات والخطوط، لا توجد ملامح لهذا المخلوق لا عيون تنظر الينا فتعرينا ولا فم يخبرنا بعهرنا، انما فقط ما نراه وشيء اخر، انها الارجل يا الهي يا فنان ما حاجة المحاصر بأرجله وان كان رأسه فوق رجله ما الذي سيفعله بها هذا المحاصر.
إنها النبوءة إنها الأمنية إنها الثورة الرمز الاخر للأحمر ولن يفيد المحاصر إلا رجله التي سيمضي بها خارجا راكلا كل الخطوط بعدما امتلأ بالكلمات.
الصباح – الفني | العدد150 (30-10-2019)