عمر نصر
اُعفِيك مني .
دمي رهنُ يديكْ
فلا تُسرفْ في قتلي.
انهض من موتِكْ
وأنا أعطِيك قِيامتي
مُبعثرٌ خطوكْ
عِند أولِ دربْ.
أما زاد يقيني
عندك شكْ
بأن مُجونك
المُغلف بالكبرياء
ونزقْ الطُهر
حول شِفاهكْ
اُكذوبةٌ وعُهرْ.
هل كُنتُ لديك سراباً
حين تفلت بين يديك الشعرْ
يا آخر معصيةٍ وأول كُفر
يا لفحة بردٍ ولسعة عطر
ببعضِ الخُبزِ وكل الجوع
بهزيِمتِنا كان النصر
فما أكثر الشوق
وما أقلْ العاشقين
صلي خلف الشمس
لأراك أكثر وضوحاً
عصفوراً في كتاب
كطفلٍ يُحاولُ النطق .
ما ارخص غيابك اليوم
فالكُلُ بات يراك
بطعمِ الجوع
وعطش الشبق
ولون الغسق
مرمياً بين الطرقات
حواف الوجع
مخدرةٌ بالتيه
كروعةِ الحضور
يتلاشى السكون
مع صهيل الفجر.
اتذكُرُ …
حين مشيت معي عمراً
وغمستَ في خافقي همساً
ورسمتَ تعابير للشجن
على جداريةِ الروح
شبقاً يكمُنُ في التفاصيل
نطفةٌ بِخاصِرةِ الوجعْ
دعْ لي مُخيلتي
لأنزِفْ حرفاً
مات همساً
ما تبقى مني
غيرُ دمي
لأسكُبهُ عبيرْ
بين صداك وخفقي…
أتعلمُ …
أني خُنتُ ثيابي عِندكْ
ولفقتُ وقلتُ كلاماً بعدكْ.
وقطَعتُ الوصل أِلاكْ
لطمتُ الوجهْ
ذبحتُ الخدْ
شققتُ الجيبْ
كفرتُ بي
وأمنتُ بِكُفرِكْ
واحزناهُ حُزنكْ
يغُصُ الحلقْ
بِحجمِ البوح
حدُ الغِمدِ حدَكْ.
كومتُ رسائِلي
جسداً وحرف
ليعبُرَ جيشُك
عققتُ قصائِدي
وأطعتُ نصكْ
تغلغلتَ بِخاصِرتي
فما أعذبَ نصلكْ
عمِقْ بِبوحِكْ
فبراحُ الروحِ غِمدكْ
عاقٌ وكافرٌ بوشمِ القبيلة
مزروعاً بالوهم
منقوشاً بالنبض .
لا جديد في رؤية الودع
قِراءةٌ مُعادة لفنجانْ معطوبْ.
عُذرية من تقصِدْ؟
من ترملْ وعاشر الموتْ .
تُمعنُ في اغتيال الحرفْ
وتعتقِلُ البوح المُتسلل
من أنفاس الصمتْ.
عُد من حيثُ أتيتْ
وابدأ من أولِ صمتْ
وأصغرَ شوقٍ وآخر حُبْ .
فالتفاتة المحكوم للوراء يائِسة .
والفرحةُ المنزوعة بائِسة.
تصرُخُ الأرواحُ وجعاً
في سكونِ اللحدِ هامِسة .
وشوشة …وشوشة…
وشوشة…