عبدالله علي عمران
عندما تتحول أي قضية هامشية (وصول طباخ أو حادثة في عرس)، إلى قضية رأي عام، و في المقابل تتحول قضايا كبرى (تقارير دولية أو محلية عن الفساد و حقوق الإنسان) إلى قضية هامشية، تأكد حينها أن العقل الجمعي للمجتمع يعاني خللا كبيرا.
عندما لا يستطيع العقل الجمعي للمجتمع، تحديد (مركز) و (هامش) اهتماماته، سواء نتيجة (سطحيته) أو نتيجة خضوعه لمؤثرات (الاعلام أو النخب المزيفة)، أو نتيجة (سلبيته) و اتباعه آليات الاسقاط الدفاعية (تجاهل ما يعتقد أنه غير قادر على تغييره)، فهو في هذه الحالة، يصبح متطرفا في اهتماماته و ردة فعله، التي يصعب التنبوء بها في الغالب.
خطورة هكذا عقل جمعي، أنه يصبح بيئة مثالية للتطرف و الفساد، و هما ظاهراتان يعمقان سطحية و سلبية العقل الجمعي، بل يفككانه و يدفعان به نحو الهشاشة و التفتت.