اختار الليبيون أن يكون فيسبوك فضاءهم الجامع جميعهم بدون استتثناء وباختلاف مستوياتهم الثقافية، فاحتاج الأمر بالموقع أن يكون هناك فضاء جامع للنخبة المثقفة بليبيا ومختارات، أفضل الموجود فيه من معرفة. وذلك من خلال صفحة على الموقع تختار لهم مقتطفات من الزخم الأدبي والفني للمثقف والمبدع الليبي والمنشور بكل مواقع وفضاءات الإنترنت، مختارات تم جمعها بعناية مع الحرص على الإشارة إلى مصادرها
منشورات اختيرت وبحرفية مثقف من طراز رفيع, مختارات تلبي ما يحتاجونه وتنشر على التتالي، وبأسماء تشمل كل الطيف الثقافي بليبيا وكل التنوع الإبداعي الذي ينتج عن شجرته
كل ذلك يجمع بصفحة واحدة تختزل على المتتبع والعطشى للمعرفة الوقت وطرق البحث, ليجدها الطالب والباحث والغاوي متاحة في كل وقت؛ ( فهذه الصفحة وطوال أربع وعشرين ساعة في كل دقيقة من كل يوم لها منشور جديد ،) فهي تقدم وجبة ثقافية جاهزة لمختلف الأذواق مع سرعة في الأداء تجعل من كل هذا القطاف في متناول الجميع وفي كل الأوقات. من هنا ولأجل كل هذا الذي ذكرنا كان هذا الفضاء الجامع هو صفحة (السقيفة الليبية).
هذه التقدمة هي مختزل لقليل من كثير مما تقدمه (السقيفة)، وبوابة إفريقيا التي تفرد لها السقيفة الكثير من المساحات لنشر منتجها الثقافي لم تجعل هذا دافعها لكي تسأل أدمن الصفحة عن السقيفة، لكن الدافع كان سر نجاح هذه الصفحة في أن تكون مكتبة إلكترونية متنوعة المواد وجامعة لكل الطيف الثقافي بليبيا، وتنوع مواده وإبداعاته، مكتبة يعود لها كل مثقفي ليبيا وبدوام 24 ساعة.
احتاجت البوابة أن تسأل عن سر هذا النجاح رغم عمر الصفحة القصير، كانت الأسئلة كثيرة فرضها تنوع المواد وتعدد مشاربها، والذائقة وحسن الاختيارات
احتاجت البوابة لتحاور هذه الصفحة أن تسأل و تحاور ( أدمنها ) أو كما يسمي نفسه ( صاحب السقيفة )، فهو لا يشير لنفسه باسمه الحقيقي كونه غير مصر على ذلك؛ فعمله التطوعي الذي سخره لأجل المشهد الثقافي بليبيا هو تطوعي حقيقي وليس استعراضياً،
عمل بجهد واضح وعرق مبذول من فرد، الطراد اليومي المستمر للنشاط الأدبي والفني بليبيا (من مصادره مباشرة مما يكتب عنه وأيضا لكل تابعه وما ينتج عنه)، متابعة واطلاع وحسن اختيار ونشر مستمر يتواصل طوال اليوم لم يقدم عليه صاحب سقيفتنا لأجل حصاد شهرة أو مجد، وفوق كل ذلك فهو يعده مشروعا وطنيا بامتياز، فقد جعله هاجسه الشخصي الذي لا يحتاج لأجله لا لأوسمة ولا حتى لشكر، من كل ما ذكرنا ولتقديرنا لحجم هذه التضحيات كان حوارنا، وهذا حصاد ما جمعناه من مختزل الأجوبة.
عن البدايات قال ( صاحب السقيفة ):
السقيفة انطلقت في يونيو 2017، هي الآن في عامها الثالث.
وأضاف:عندما أنشأت “السقيفة” لم يكن في بالي سوى أن أشارك أصدقائي قراءاتي وما استحسنت من كلمات وجمل، واليوم أكدت لي السقيفة بأن ليبيا هي: وجه الخير، منبع للعطاء، وطن يزدحم بالمبدعين، بلد قدم وأعطى كل ما هو جميل؛ هذه ليبيا التي عرفت وهذه ليبيا التي سأحتفي بها دائما.
س / هل كنتم تتوقعون هذا النجاح ؟
ج / لم يكن في بالنا عند الانطلاق أن تكون السقيفة مشروعا كبيرا، كما قلت في المنشور أعلاه: كانت عبارة عن صفحة شخصية أشارك فيها الأصدقاء قراءاتي وما يعجبني، ثم كبرت وكبِرت فكان لزاما علينا أن ننشيء نسخة أخرى عامة سميناها “السقيفة 2 “
س / لإدراكنا أن العمل عليها شاق ونجاحها السريع ما يصعب أن يكون نتيجة لعمل فرد؛ لذا هل هي نتاج جهد جماعي؟
ج / انطلقت بجهد فردي، ثم بدأ بعض الأصدقاء يقدمون لب العون والمساعدة، إما باقتراح مواد للنشر أو تنبيهي لبعض المنشورات أو الكتابة معي بشكل مباشر.
العمل على السقيفة هو في جله عمل فردي، خصوصا ما تعلق منه بالنشر اليومي واختيار الصور ومعالجتها، مما يعني في واقع الأمر أن السقيفة ليست فريقا بل شخص، ولكن هناك من يمد لي يد العون -كما قلت- من خلال اقتراحات المنشورات وتنبيهي إلى منشورات أو الكتابة لي مباشرة.
ـس / ماهي الفكرة العامة التي انطلقتم منها، هل كان هناك خط ورسم واضح سرتم عليه وجعلتموه نهجا للصفحة؟
ج / فكرة السقيفة تتمحور حول متابعة جديد المشهد الأدبي والثقافي والفني الليبي، إلى جانب التذكير بإبداعات الأولين والتعريف بهم وبمنتوجهم. نحن في الغالب ننقل عن مصادر أخرى ولكن ما يميز هذا النقل هو: الاختيارات المناسبة، عدم إقصاء أحد حتى لو اختلفنا معه، (ما يهم هو جودة المادة وأهمية أن يتابعها القراء)، أيضا الجانب الجمالي في النشر مهم لدينا حيث إن النشر في فيسبوك يختلف عن النشر في المواقع الإلكترونية، وبالتالي نحرص أن تخرج المادة بشكل منسق وجميل.
س / بالنسبة للأعمال التي تقتبسونها من الفيس مثلا لم لم تختاروا خيار المشاركة وفظلتم النسخ؟ طبعا مع نهجكم بالإشارة للمصدر.
ج / لا نفضل عمل مشاركة للمنشورات لسببين: الأول أن الكثير من المنشورات على الفيس تنشر بطريقة مبعثرة وبها أخطاء لغوية، والثاني أن المنابر التي نشارك منشوراتها قد تحذف المادة أو تتوقف وبالتالي يضيع المنشور، أيضا استعمال الصور على الفيس له معاييره ونحن نحرص على استعمال الصور المناسبة وبالمقاييس التي تناسب النشر على هذا الموقع.
س / خيارات السقيفة خيارت محترفة وشبه مدروسة، بل إننا أحيانا نستشعر وجود تبويب (غير ظاهر للعيان ) لموادها، هل هي الخبرة الأدبية أم التقنية؟ وهل تعتمدون على الإرشيف لنشر بعض المواد؟
ج / خيارات السقيفة ليست عشوائية؛ جديد المشهد الثقافي لا بد من متابعته، خصوصا الفعاليات الثقافية والفنية والإصدارات الجديدة. لدينا إرشيف خاص نستعمل بعض مواده بين الحين والآخر, هناك مواقع وصفحات تهتم بالمشهد الثقافي نتابعها باستمرار وعلى مدار الساعة، هناك كتاب متميزون نتابع آراءهم وتعليقاتهم ومنشوراتهم بشكل منتظم، وكما قلت هناك منشورات تصلنا كاقتراحات من البعض، إلى جانب كتاب وشعراء وفنانين يرسلون لنا موادهم مباشرة. ما يهمنا في أي منشور هو جودته، موضوعيته، حياديته، بعده عن السياسة، أهميته للقاريء والمتابع.
ـس / اعتمدتم سياسة النقل من المواقع مع الإشارة للروابط (للمهنية والمصداقية)، لكن كلنا يعلم أن أغلب هذه المواقع لها أجنداتها الخاصة، كيف تجاوزتم هذا المطب؟
ج / عند نقلنا عن مواقع الإنترنت (الليبية والعربية والأجنبية) لا ندخل في حساباتنا توجهات هذه المواقع السياسية أو الأيديولوجية، وكل ما يهمنا هو المادة المراد نقلها ومدى جودتها وأهميتها، وما إذا كانت تستحق المتابعة من قبل أصدقائنا ومتابعينا.
أخيرا, وإن اختصرنا أسئلتنا لضرورة النشر الإلكتروني، رأينا أن نورد عينات فقط من عشرات الآراء التي كتبها أدباء ليبيا وفنانوها عن أهمية (السقيفة الليبية).
فقط نحن هنا عكس البوابة اخترنا ( عشوائيا كي لا نقع بالحرج ):
“السقيفة أثبتت أنها منبر ثقافي ينتمي للوطن غير منحاز إلّا لقيم الحق والجمال، وفقكم الله وأعانكم على إكمال مشواركم من أجل ثقافة تجمع ولا تفرق”.
محمد المزوغي
“الحساب بدأ يفرض نفسه على الخارطة الثقافية، من خلال متابعة دقيقة للأحداث الثقافية الليبية، سواء التي تقام داخل ليبيا أو خارجها، وكل ما ينشر حول الأدب الليبي، وما يتعلق بالثقافة الليبية. وأستطيع القول، أو أجزم، إن السقيفة الليبية تتميز عن كل من يعمل على الشبكة بسرعة النشر والتفاعل، والعمل بنظام 24/24، والذي يجبرك على المتابعة الدائمة للسقيفة وما ينتشر تحت الدالية. وهنا لابد من شكر القائم أو القائمين على هذا الحساب، لما يقدمون من خدمة مهمة للأدب والثقافة الليبية“.
رامز النويصري
“السقيفة تجمع المتفرق وتنشر المحبة”
الكاتب الكبير يوسف الشريف