بدأت الحياة بي وختمها والدي بأخي الصغير توسطتنا أيلول أختي الجميلة بعينين دائريتين وأنف مكور وخدين موردين وشعر ناعم كالحرير كانت تغيظني نعومته أحيانا لكنني أحبها حباً جما بريئة ذات قلب نقي ولكنه مثقوب هذا ما قاله الطبيب لأبي.
أيعقل طفلة لم تتعدى السنون أبريلاً يوجد بداخلها ثقب تلك الصغيرة لم يتقبلها والدي أبداً كان دائما يتغاضى وجودها ويتجاهلها باستمرار لكنها كانت محط اهتمام أمي الأول.
عند تجاوزها العاشرة من عمرها قررت أمي أن تلحقها بمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة وبعد صراع طويل مع أبي وافق لأنه يوجد لديهم قسم تأهيل وتعليم للمتلازمة داون.
كان أيار دائما ما يشعر أنه الأكبر مع أنها تكبره بعامين يحميها من كل شيء حتى تعثر خطواتها. يشتري لها الحلوة الملونة والعلكة بنكهة التوت التي تحب، وتضحك بصوتها الرقيق وتختفي عيناها من فرط الضحك. عند أول يوم دارسة لها انقلب البيت ضجيجًا بصوته يريد الذهاب معها لأنه يخاف أن يؤذيها أحد.
ابتسم أبي في ذلك اليوم وضمهما الي حضنه ورتب على كتف (أيار) وأخبره أنها ستكون بخير وهناك سيهتمون بها وانه يجب أن تعتمد على نفسها فلن يبقى أحد لأحد، يوما ما سأرحل عن هذه الحياة وستنشغل أنت عنها في أمور الدنيا يجب أن تشق هذه الرحلة بنفسها. رمقه أيار بنظرة قد أنذرت سقوط المطر من عيناه وهز رأسه بإيماء موافقا على ما قاله أبي.
كانت أيلول سعيدة بيومها الأول وقامت باحتضان الجميع عند عودتها وسردت لنا كل ما حدث قرابة العشرين مرة الي حد ما، وقد عرفنا في ذلك اليوم بأن أبي كان يخاف من الحياة عليها لا العكس.
اليوم أيلول قد أصبحت خريجة وها هي تعتلي المنصة لإلقاء كلمتها بعد التعريف بها.
الطالبة أيلول عادل، خريجة قسم الصحافة والاعلام، تعمل في قسم التطريز في جمعية نور الحق ومتطوعة لدى الهلال الأحمر، ومساعدة معلم في قسم التربية الخاصة بجامعة المدينة، بدأت كلماتها بارتجاف واضح وقالت:
نعانق النجاح رغم اختلافنا.. وبالمناسبة لا نختلف كثيراً عنكم الا في ذلك الكروموزوم الذي لا ينقص منا بل يجعلنا نتميز عنكم.
اليوم أنا هنا بفضل والداي وأخوتي هم الداعم الأكبر لي.. لم أكن يوما عائقاً لهم بل مصدر فخر كما ترون الآن.. لا تجزعوا منا فنحن هدايا الله لكم.. نجعل من طموحاتنا جسراً نصل به رغم التحديات
لكل أم وأب يضنون أننا عبء يسرني أن أخبركم ان مسيرتنا تحمل سجل حافل ببصمتنا الخاصة من الانجازات.. وانه لا للمستحيل أمام الإرادة والتصميم .
بدأت الحياة بي وختمها والدي بأخي الصغير توسطتنا أيلول أختي الجميلة بعينين دائريتين وأنف مكور وخدين موردين وشعر ناعم كالحرير كانت تغيظني نعومته أحيانا لكنني أحبها حباً جما بريئة ذات قلب نقي ولكنه مثقوب هذا ما قاله الطبيب لأبي.
أيعقل طفلة لم تتعدى السنون أبريلاً يوجد بداخلها ثقب تلك الصغيرة لم يتقبلها والدي أبداً كان دائما يتغاضى وجودها ويتجاهلها باستمرار لكنها كانت محط اهتمام أمي الأول.
عند تجاوزها العاشرة من عمرها قررت أمي أن تلحقها بمدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة وبعد صراع طويل مع أبي وافق لأنه يوجد لديهم قسم تأهيل وتعليم للمتلازمة داون.
كان أيار دائما ما يشعر أنه الأكبر مع أنها تكبره بعامين يحميها من كل شيء حتى تعثر خطواتها. يشتري لها الحلوة الملونة والعلكة بنكهة التوت التي تحب، وتضحك بصوتها الرقيق وتختفي عيناها من فرط الضحك. عند أول يوم دارسة لها انقلب البيت ضجيجًا بصوته يريد الذهاب معها لأنه يخاف أن يؤذيها أحد.
ابتسم أبي في ذلك اليوم وضمهما الي حضنه ورتب على كتف (أيار) وأخبره أنها ستكون بخير وهناك سيهتمون بها وانه يجب أن تعتمد على نفسها فلن يبقى أحد لأحد، يوما ما سأرحل عن هذه الحياة وستنشغل أنت عنها في أمور الدنيا يجب أن تشق هذه الرحلة بنفسها. رمقه أيار بنظرة قد أنذرت سقوط المطر من عيناه وهز رأسه بإيماء موافقا على ما قاله أبي.
كانت أيلول سعيدة بيومها الأول وقامت باحتضان الجميع عند عودتها وسردت لنا كل ما حدث قرابة العشرين مرة الي حد ما، وقد عرفنا في ذلك اليوم بأن أبي كان يخاف من الحياة عليها لا العكس.
اليوم أيلول قد أصبحت خريجة وها هي تعتلي المنصة لإلقاء كلمتها بعد التعريف بها.
الطالبة أيلول عادل، خريجة قسم الصحافة والاعلام، تعمل في قسم التطريز في جمعية نور الحق ومتطوعة لدى الهلال الأحمر، ومساعدة معلم في قسم التربية الخاصة بجامعة المدينة، بدأت كلماتها بارتجاف واضح وقالت:
نعانق النجاح رغم اختلافنا.. وبالمناسبة لا نختلف كثيراً عنكم الا في ذلك الكروموزوم الذي لا ينقص منا بل يجعلنا نتميز عنكم.
اليوم أنا هنا بفضل والداي وأخوتي هم الداعم الأكبر لي.. لم أكن يوما عائقاً لهم بل مصدر فخر كما ترون الآن.. لا تجزعوا منا فنحن هدايا الله لكم.. نجعل من طموحاتنا جسراً نصل به رغم التحديات
لكل أم وأب يضنون أننا عبء يسرني أن أخبركم ان مسيرتنا تحمل سجل حافل ببصمتنا الخاصة من الانجازات.. وانه لا للمستحيل أمام الإرادة والتصميم .