حواء القمودي.. محاولة القبض على سيرتي الأدبية
سيرة

محاولة القبض على سيرتي الأدبية!؟ (14)

14- دودة العنصر….

من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني
من أعمال التشكيلية الليبية .. مريم العباني

ها أنّا يفاجئني يوم الإربعاء 17: 7
نسيت الأيام التي مرت وفاجأتني (بلد الطيوب) وسيرتي التي هي بعض من سيرتي الإبداعية الجزء 6))، حيث أمي حكاءة طفولتي وأيَّة أعباء تنوئين تحت وطأتها أيتها الأم الحالمة والتي أرادت أن تجعل منّي صورةً / مثالاً ولكنّي مجرد بنت صغيرة تركض في أفياء (السانية) مع البنات والأولاد، مغمورين بضوء العشية نلعب (الليبرة).

وهذه الأيام حين رأيت (الكرموس) الذي يتساقط من شجرته (الكرمة)، قبل نضوجه تذكرت تلك الألعاب التي موسمها يجيء. نسيت اسم أي لعبة! ما أتذكره كيف كنّا نجمع (الكرموس) المتساقط ونحفر حفرة عميقة ونخبؤه فيها، ونهيل عليه التراب وتكون كل واحدة منّا أو واحد، قد اختار (سلة) اقتطعها من شجرة النخل (جبارة)، تكون صلبة وطرفها حاد حتى تنغرس في تلك الحفرة، وتلتقط (كرموسة)، وأحيانا يكون (الغمق: البلح الغير الناضج)، حيث تحضنه الحفرة ونستخرجه بتلك (السلة)، وحين تطول الظهيرة نتجمع أولادا وبنات لنبحث عن (دود العنصر).
نحفر الحفر نبحث عنّه كي نضعه في (الطربيقة) ثم نجثم بعد أن نغطيها بالتراب ينتهي صخبنا ونهمس ونشير لبعض بالسكوت ونرقب ذاك (الزرزور) الذي تجذبه دودة تتلوى فيقع في قبضة (الطربيقة)، وسيقوم الأولاد بذبحه، ونشويه ونتقاسمه مازلت أتعجب كيف لزرزور صغير أن يكفينا؟!! جناح وجناح، رجل ورجل، وحتى الفخد والبطن والظهر، وأنا لاأريد إلاّ رأس الزرور، لا أستطعم إلاّ ذاك الرأس الصغير جدا جدا.

مواسم اللعب تتعدد كما مواسم الغلة، حين يفوح الصيف والطماطم الناضج الأحمر المدور (يالخسارة “حوا” التي لم تستطع أن تعرف ذاك الطعم الشهي للطماطم الناضج، حيث ابن عمها “صلاح” الذي يغريها وهو يقضمها ويسيل ماؤها، تشمُّ رائحته)، وحين تجهز أمها (سلاطة الخيار والطماطم والفلفل) يظل أبيها يعصر قطع الطماطم كي تغدو ماءً لتستطيع أن تغمس خبزة الفرن وتستطعم مع قطع الدلاع، هذا الغذاء الشهي في (وسط الحوش) قرب الدار البحرية حيث الظل ونسائم منعشة وأيادي تمتد في (القصعة) وتتناوش.
يااااااااه أيها الحنان والحبّ، وذات غذاء و(البازين) ولحم القعود، وقطع البطاطا، وحين بدأ أبي: بسم الله. ارتفعت أصوات:
– يا قمودي!!
وارتفعت أيادينا التي كانت على وشك أن تنغرس في (عزلة البازين)، ارتفع صوت أبي:
– تفضلوا.
دخلنا سريعا وجاؤوا، هم تغدوا وكان الشاهي جاهزا و… و… وكل الضيافة العامرة، وكلمة أمي:
اجعل ضيفة المومنين حاضرة.
كانوا من أقارب وجيران لنا أكملوا جولتهم في (معرض طرابلس الدولي) ورجعوا (بالاتوبيس)وحين اقتربوا من (حوشنا) رفعوا صوتهم بالنداء، تمازحوا مع “حناي صالحة” التي تحب أن تكون (قصعتها) خاصة بها. وقبل أذان العصر خرجوا وتركوا للبنت الوحيدة هدية من معرض طرابلس.

يااااااااه على تلك الأيام حين كنّا نحن بنات (السانية) نقترح ( الخليطة) فتجلب كل واحدة (صونية غداها)، نجلس تحت الزيتونة الكبيرة النسائم تهبّ والضحك والبنات الكبيرات يحاولن أن يعرفن سر الضحك وماذا نفعل؟؟!!!
وها أنا بعد أربعين عام ونيف تقريبا.. أستذكر هذه الحكايا.
ولأن معرض طرابلس الدولي (فرجة وفسحة)، اقترحنا أن نذهب نحن البنات فقط معا؛ فاطمة، حوا، سميرة، لطيفة، عليا، وربيعة، ربما كنّا أكثر؛ سعاد، وعيادة، أم نجيمة. نسيت ولكن كنّا مجموعة ببساطة ركبنا (الاتوبيس – الكرييلة) وذهبنا للمعرض بشارع (عمر المختار)، واستمتعنا وأكلنا (السبول المفرقع) واشترينا أشياء وعدنا.
أتذكر عودتنا والبنات الأكبر مزهوات يرتدين سراويل ضيقة ولكن واسعة من الأرجل، الشمس وهي تُقَبِل شعر كل واحدة منّا ضفائر أو مسترسل بنعومة على الظهر، و(الاتوبيس)، مليانة ونحن واقفات وشباب بسراويل (البتلز) وشعر (الكاسكو).

عدنا مبتهجات بهدايا لإخوتنا الصغار وبذكريات عن مدينة جميلة نظيفة تفوح ببقايا (مدنية) ستختفي رويدا رويدا تحت وطأة (الأحذية الثقيلة)… كان هذا في ربيع عام 1976م.

فما الذي ترصدين يا “حويوة”؟؟!!!!
ما الذي أرصده؟؟َ!! ولماذا كاد (طاجين البسبوسة) أن يحترق كما احترق (الطاجين الأول)، ولكن تداركت الأمر.
وها هي الساعة 3: 27 ظهرًا من يوم السبت 20 من شهر يوليو.


وربما مزاجي المتعكر من رواية قرأتها أجبرتُ نفسي أمس أن لا أتركها حتى آخر سطر بها، هي رواية تحصلت عليها من مكتبة بيت من مدينة (البيضاء)، الله حين كنت أحضر عرس ابن (قريبة لأمي وأبي)، كان هذا في عام 2007 أو 2008، في نهاية اغسطس، وكعادتي حين أجد مكتبة أقف مبتهجة وأقلب الكتب أقرأ العناوين وشدَّني اسم الرواية (نافذة على المطل الخلفي) والكاتب “محمد على سالم”، ولا أدري سرها فكلما بدأت قراءتها أقف عند الصفحات الأولى ولا أعود إليها، ومرت السنوات وعبرت الأحداث و(الجماهيرية) صارت (دولة ليبيا)، وليس لدينا (مؤتمرات شعبية) ولكن برلمان مع حكومته المؤقتة ومجلس رئاسي بحكومة الوفاق الوطني، ولم يعد مؤتمر الشعب العام بل المجلس الأعلى للدولة، وأمس تحديدا وأنا في خضم تقليب الكتب والكراسات والصحف والمجلات أمسكتها بقوة وقلت:
– حان الوقت.. اليوم لن اتركك إلا وقد قضمت آخر كلماتك.
وبدأت القراءة والتي تبدأ أحداثها بمجيء “أحمد”، الولد الذي انتظره أبوه طويلا ورغم صعوبة حالة أمه لكنها تعافت سريعا وكانت (زردة كبيرة وسبوع كبير)، للراوية سارد مهيمن مطلع على تفاصيل كل شيء، ظل يروي خلال صفحات مطولة ويعرض أفكارا ونمط عيش ويناقش و… و… وكان “أحمد” يكبر ويذهب إلى المدرسة ويحلم بتغيير الواقع وخاصة بعد حصوله على (الشهادة الثانوية) حيث سيكمل مسيرته بالجامعة ليبدأ (معركة التغيير)، ولكن هناك في (المدينة) حيث الجامعة سيواجه واقعا جديدا ويصطدم مع أفكارشباب ونمط عيش، وسيفرض احترامه لأنه متميز وهم يحتاجونه وليقتحم شخص اسمه “رجـاء”؟!! حياته ويتجادلان ووووو.
وسيدخل “أحمد” التجربة بعد صدمة زواج حبيبته “زينب”، ولكن رسالة من أخيه الصغير (تخبره عن مرض أمه وعودته للقرية)، سترجعه لطريقه ولتنفيذ حلمه بالتغيير ويجهد نفسه كي يتدارك مافات وينجح بامتياز، ولكن “برقية” مفاجئة تحمل خبراً فاجعاً هو موت أمه، ولتبدأ رحلة مرضه وجنونه و…. و…. وموته وهو يحاول الهرب ليعود لأمه، زجاج النافذة وسيلة النجاة انغرست في أضلعه ولم يستطع الدم الذي جاءه من أصدقائه أن ينقده؟؟
– لقد فات الأوان.
هكذا أخبر الطبيب أصدقاءه الذين تساءلوا:
– هل قَبِلَ دمنا؟؟!
وأنا مازلت في ظل صدمة نهاية رواية (نافذة على المطل الخلفي)، هذه التي أغرتني ببدايتها الفرح، ولكن نهاية الرواية موت فاجع، كأن هذا السارد في تلك النهاية تنبأ باستقراء ما نحن فيه الآن والذي هو (مستقبلنا) الذي رآه ذلك الشاب وهو يكتب رواية نشرت في (1973م)، وإهداء من الكاتب يغريني بالأمل ولكن ذلك السارد كان له رؤية أخرى وكان نظره بعيدا جدا.

هكذا نهضت بقلب مبهض وروح موجوعة لكنّي أواصل العيش وأحاول الخروج من قلقي بأن أجهز (طاجين البسبوسة)، وهي تكاد الشيء الوحيد الذي أجيده؟ ولكن احترقت تماماً وكاد (الطاجين التاني يمشي فيها)، لولا أنفي الذي نبهني قبل أن تحترق.
أحتاج البحر ورؤية السماء الصافية، أن أتنشق هواءً صافٍ وأعبر إلي (خزانة) طفولتي، تلك الخزانة العبقة، حيث “حوا الصغيرة” تعاند (خابية الزيت)، كي تصنع فطورها (دحية مقلية)، دحية أخذتها من (سزنة الدجاج)، لكن وككل مرة هذه الخابية الكبيرة ستغلبها وسيندلق بعض من الزيت فتركض لتأتي بتراب جاف وتضعه على الزيت وتبتهج بطعم الدحية وخبزة الفرن، أو تلك الخبزة البيضا المدورة، والحليب حليب بقرتهم، تلك البقرة التي ولدت (عجلا)، ضخما واستمتعوا والجيران بـ(اللّْبي)، وهاهي تقضم الخبز وتستطعم الحليب وتفكر.
وأنا “حواء القمودي” الشاعرة أنظر إليها وأراها هناك في (الدار البحرية)، هي غافلة عن هذه (المؤامرة)، التي يبدو كنت (أحوكها) كي تخرج من (السرب) وتطير وحيدة ونائية، لماذا؟؟؟!!!
الساعة الرابعة و19 دقيقة.

فما الذي ترصدين يا “حويوة”؟؟!!!!
ما الذي أرصده؟؟َ!! ولماذا كاد (طاجين البسبوسة) أن يحترق كما احترق (الطاجين الأول)، ولكن تداركت الأمر.
وها هي الساعة 3: 27 ظهرًا من يوم السبت 20 من شهر يوليو.

وربما مزاجي المتعكر من رواية قرأتها أجبرتُ نفسي أمس أن لا أتركها حتى آخر سطر بها، هي رواية تحصلت عليها من مكتبة بيت من مدينة (البيضاء)، الله حين كنت أحضر عرس ابن (قريبة لأمي وأبي)، كان هذا في عام 2007 أو 2008، في نهاية اغسطس، وكعادتي حين أجد مكتبة أقف مبتهجة وأقلب الكتب أقرأ العناوين وشدَّني اسم الرواية (نافذة على المطل الخلفي) والكاتب “محمد على سالم”، ولا أدري سرها فكلما بدأت قراءتها أقف عند الصفحات الأولى ولا أعود إليها، ومرت السنوات وعبرت الأحداث و(الجماهيرية) صارت (دولة ليبيا)، وليس لدينا (مؤتمرات شعبية) ولكن برلمان مع حكومته المؤقتة ومجلس رئاسي بحكومة الوفاق الوطني، ولم يعد مؤتمر الشعب العام بل المجلس الأعلى للدولة، وأمس تحديدا وأنا في خضم تقليب الكتب والكراسات والصحف والمجلات أمسكتها بقوة وقلت:
– حان الوقت.. اليوم لن اتركك إلا وقد قضمت آخر كلماتك.
وبدأت القراءة والتي تبدأ أحداثها بمجيء “أحمد”، الولد الذي انتظره أبوه طويلا ورغم صعوبة حالة أمه لكنها تعافت سريعا وكانت (زردة كبيرة وسبوع كبير)، للراوية سارد مهيمن مطلع على تفاصيل كل شيء، ظل يروي خلال صفحات مطولة ويعرض أفكارا ونمط عيش ويناقش و… و… وكان “أحمد” يكبر ويذهب إلى المدرسة ويحلم بتغيير الواقع وخاصة بعد حصوله على (الشهادة الثانوية) حيث سيكمل مسيرته بالجامعة ليبدأ (معركة التغيير)، ولكن هناك في (المدينة) حيث الجامعة سيواجه واقعا جديدا ويصطدم مع أفكارشباب ونمط عيش، وسيفرض احترامه لأنه متميز وهم يحتاجونه وليقتحم شخص اسمه “رجـاء”؟!! حياته ويتجادلان ووووو.
وسيدخل “أحمد” التجربة بعد صدمة زواج حبيبته “زينب”، ولكن رسالة من أخيه الصغير (تخبره عن مرض أمه وعودته للقرية)، سترجعه لطريقه ولتنفيذ حلمه بالتغيير ويجهد نفسه كي يتدارك مافات وينجح بامتياز، ولكن “برقية” مفاجئة تحمل خبراً فاجعاً هو موت أمه، ولتبدأ رحلة مرضه وجنونه و…. و…. وموته وهو يحاول الهرب ليعود لأمه، زجاج النافذة وسيلة النجاة انغرست في أضلعه ولم يستطع الدم الذي جاءه من أصدقائه أن ينقده؟؟
– لقد فات الأوان.
هكذا أخبر الطبيب أصدقاءه الذين تساءلوا:
– هل قَبِلَ دمنا؟؟!
وأنا مازلت في ظل صدمة نهاية رواية (نافذة على المطل الخلفي)، هذه التي أغرتني ببدايتها الفرح، ولكن نهاية الرواية موت فاجع، كأن هذا السارد في تلك النهاية تنبأ باستقراء ما نحن فيه الآن والذي هو (مستقبلنا) الذي رآه ذلك الشاب وهو يكتب رواية نشرت في (1973م)، وإهداء من الكاتب يغريني بالأمل ولكن ذلك السارد كان له رؤية أخرى وكان نظره بعيدا جدا.

هكذا نهضت بقلب مبهض وروح موجوعة لكنّي أواصل العيش وأحاول الخروج من قلقي بأن أجهز (طاجين البسبوسة)، وهي تكاد الشيء الوحيد الذي أجيده؟ ولكن احترقت تماماً وكاد (الطاجين التاني يمشي فيها)، لولا أنفي الذي نبهني قبل أن تحترق.
أحتاج البحر ورؤية السماء الصافية، أن أتنشق هواءً صافٍ وأعبر إلي (خزانة) طفولتي، تلك الخزانة العبقة، حيث “حوا الصغيرة” تعاند (خابية الزيت)، كي تصنع فطورها (دحية مقلية)، دحية أخذتها من (سزنة الدجاج)، لكن وككل مرة هذه الخابية الكبيرة ستغلبها وسيندلق بعض من الزيت فتركض لتأتي بتراب جاف وتضعه على الزيت وتبتهج بطعم الدحية وخبزة الفرن، أو تلك الخبزة البيضا المدورة، والحليب حليب بقرتهم، تلك البقرة التي ولدت (عجلا)، ضخما واستمتعوا والجيران بـ(اللّْبي)، وهاهي تقضم الخبز وتستطعم الحليب وتفكر.
وأنا “حواء القمودي” الشاعرة أنظر إليها وأراها هناك في (الدار البحرية)، هي غافلة عن هذه (المؤامرة)، التي يبدو كنت (أحوكها) كي تخرج من (السرب) وتطير وحيدة ونائية، لماذا؟؟؟!!!
الساعة الرابعة و19 دقيقة.

يوم ولدت (مرضية النعاس)

الروائية مرضية النعاس
الروائية مرضية النعاس

وها أنا في يوم آخر، يوم 23 من يوليو، ودائما هذا اليوم سيكون لثورة “جمال عبد الناصر”، ثورة يوليو 1952م، ولكن سأعرف بعد سنوات طويلة أن هذا اليوم، هو يوم ميلاد المبدعة الرائدة “مرضية النعاس”، حيث شهدت المدينة الجميلة (درنة)، ميلاد رائدة الرواية النسائية الليبية بصدور روايتها (شيء من الدفء)، هذه الإنسانة التي تبتهج بمجرد أن نكتب كلمة “طيبة ” في حقها، تبتهج حين تجد أن أجيالا من الليبيين تحبها وتبحث عن إبداعها.
مجرد صورة لروايتها (المظروف الأزرق)، وانهالت التعليقات التي تـثـني عليها والتي تتذكرها، و ها اليوم الثالت والعشرون من شهر يوليو 2019م، السيدة الجميلة تدخل عامها السبعين ولكن من يراها سيجد تلك الجميلة، ذاتها هكذا حدثني الأستاذ “عبد الحميد الجليدي” والذي أناديه “عمي عبدالحميد” (عمل مستشارا لمجلة الأمل 2012:2018). أخبرني في مكالمة هاتفية بداية هذا العام 2019 كيف سمع وهو في (هيئة الصحافة)، أن “مرضية النعاس” موجودة لمراجعة إدارية فاهتم أن يراها ويسلم عليها، ولكن حين وجدها قال: هذه مؤكداً بنت مرضية، (والله يا بنتي “حوا” زي ما عرفتها من عشرين عام وأكثر ما شاء الله عليها)، نعم يا “عمي عبدالحميد”، ستظل هذه الأيقونة بنضارتها وبهائها لأن قلبها مفعم بالحب، في كل حديث معها لم تذكر أحداً بسوء بل دائما تتذكر الأيام الطيبات التي عاشتها في ظل السيدة “خديجة الجهمي” وكل الزميلات حيث مجلة (المرأة -المرأة الجديدة- البيت).

وها أنا في هذا اليوم وأخيرا اتفق مع المبدع “زياد علي” للقاء والحديث عن الشاعر المبدع “جيلاني طريبشان”، والاهتمام بمخطوطة روايته (دوائر السراب)، والتي احتفظ منها بخمسة عشر صفحة تكوّن قصة طويلة والمبدع “عبد السلام الغرياني” قال:
أنه مازال يحتفظ بباقي هذا العمل معه.
المبدع “زياد علي” خزانة من الذكريات عن تاريخنا الصحفي والثقافي، في كل محادثة بالهاتف يأخذني إلى عالم جميل من الذكريات عن (صحيفة الأيام) وصاحبها “عمر بن عامر” وعن (الميدان) وفارسها “فاضل المسعودي” عن المبدع “عبد الله القويري” وعن الشاعر “جيلاني طريبشان” وهو ينفعل لأن ثمة من يخجل من هذي البلاد؟؟!!
فيكتب قصيدة يقول فيها:
أتخجل منّا
ومن أنت
حين عرفناك
سوى نقطة
في تواريخنا
القاتمة
كنت كما النهر
تلقي كنوزك لغيرنا
وتلتهم الابرياء
” دنت ساعة الفيل “
وهذا الصنوبر
فدونك
وهاهو قبرك
بلا كربلاء

إذا بانتظار الغد ولقاء وحديث حتما سيكون مفعما بالذكريات والتواريخ والإبداع. والصديقة الشاعرة “مريم سلامة” تمر بوعكة صحية، قبل ساعة حادثتها وهي في مستشفى (شارع الزاوية) في ظل المراقبة الصحية بانتظار نتائج التحليل، ألف سلامة لأم جنى وأحمد وعيسى وحلى،، الشاعرة الواهبة الصبر معناه، التي عانت الظلم وحين جاءتها ساعة الانتقام رفضت أن تكون بنذالة الظالمين، وبدلا من الاهتمام برد اعتبارها والعودة إلى عملها وايفاءها حقوقها، انشغلت بالعمل من أجل هذه الـ(ليبيا).

وهاهي “مريم أحمد سلامة” أستاذة مادة (الكتابة الإبداعية) للغة الإنجليزية، وصاحبة الإصدارات واعداد البرامج عن تاريخ طرابلس وووو. “مريم” مازلت بلا (……) تركض من جامعة خاصة إلى أخرى (وهل يخفى علينا ما هي جامعاتنا الخاصة؟؟!!!)
قرأت خبراً منذ يومين عن لجنة للموروت والثرات وتاريخنا، وووتساءلت وأين “مريم سلامة”.

عذرا أنا اليوم مكتظة وسأكتفي…..
الساعة 2:44 ظهر الاثنين…

مقالات ذات علاقة

مدخل (محطات)

كامل المقهور

محاولة القبض على سيرتي الأدبية!؟ (9)

حواء القمودي

للتاريخ فقط (11)

عبدالحميد بطاو

اترك تعليق