السيدة حميدة بن عامر.
شخصيات

حدث في مثل هذا اليوم: رحيل السيدة حميدة محمد بن عامر

بوابة الوسط

السيدة حميدة بن عامر.
السيدة حميدة بن عامر.

تعد السيدة حميدة محمد بن عامر، التي وُلدت في بنغازي يوم 13/12/1922من أوائلِ الإعلامياتِ الليبيات. وُلدت وترعرعت في بيت جَدِّها قاضي ومفتي المدينة، ولما كان منزلُه ملتقىً للعلماءِ والشيوخِ، ناهيك عن عامةِ الناسِ الذين يقصدونَه للاستنارةِ بفتاويه الشرعية. شبت محبةُ للعلمٍ والمعرفةٍ، خصوصًا وأن والدها كان محاميًا شرعيًا بالمحكمةِ، وصاحبُ كتابِ «ملخص الأحكام الشرعية على المعتمدِ من مذهبِ المالكية».

سنة 1928 التحقتْ بمدرسةِ البناتِ الابتدائيةِ الإيطالية، التي تديرُها المربيتانِ الفاضلتانِ حميدة العنيزي وبديعة فليفلة، فتعلمتْ الحسابَ والجغرافيا، واللغةَ اٌيطاليةَ والخياطةَ والتطريزَ، وأتقنتْ بفضلِ رعايةِ العلاَّمةِ جَدِّها اللغةَ العربيةَ والقرآنَ. نالتْ الشهادةَ الابتدائيةَ ثمَّ الأعداديةَ، وفي العامِ 1939 تزوجتْ السيدةْ حميدة بن عامر من السيدِ حسين سالم بن عامر.

إمكانياتُها العلميةُ ونشاطُها الاجتماعيُّ جعلتْ منها، سنةَ 1954، إحدى مؤسِّساتِ جمعيةِ النهضةِ النسائيةِ بمدينة بنغازي، وناشطةً في أعمالِها التطوعيةِ كافة. وفي السنةِ نفسِها شرعتْ في إعدادِ وتقديمِ برنامجِ «ركنُ المرأة»، الذي ذاعَ صيتُه في ذلك الوقتِ. تولى مهندسُ الإرسالِ مُحمد علي التاجوري تسجلَ الحلقاتِ في بيتها. ثم بمقرِّ الإذاعةِ في منطقةِ البركة، واستمرتْ إلى أن تمَّ افتتاحُ الإذاعةِ المسموعةِ الليبية في منطقةِ رأس عبيدة.

تنوعتْ مواضيعُ البَرنامجِ وذاعَ صيتُه، وتعاونَ الكثيرونَ من الكتابِ والمثقفينَ، مساهمينَ في إعدادِ مواد البرنامج، الثقافيةِ والتوعويةِ وأيضًا الترفيهيةِ، وفُتحَ البابُ أمامَ المرأةِ، فساهمتْ الطالباتُ المتميزاتُ، منهن على سبيلِ المثالِ الطالبةُ فتحية مازق والطالبة هنية الكاديكي، ونجحَ البرَنامجُ، وانفتحَ بابُ المشاركةِ العمليةِ للمرأةِ في النواحي الإعلاميةِ كافة. واستمرتْ السيدة حميدة بن عامر في إعدادِ وتقديمِ بَرنامجِ «ركنُ المرأة» حتى اعتزلتْه العامَ 1961، فلقد اتجهتْ نحوَ مجالِ التعليمِ واستمرتْ في حتى تقاعدتْ من بعدِ 23 عامًا، خاتمةً به مسيرةً من العطاءِ التربويِّ الثقافيِّ والتعليميِّ، إلى أن تُوفِّيت 23 يوليو 2014.

مقالات ذات علاقة

الرسام الليبي المبدع محمد نجيب

المشرف العام

احتضنه الثرى لكنه باقٍ في الثريا

عزالدين عبدالكريم

الذكرى 30 لرحيل محمّد مسعود عبد المجيد فشيكة

المشرف العام

اترك تعليق