كان صباح مشرق والهدوء يعم البلدة لا صوت إلا زقزقة العصافير لتنذر بأنه الصباح كنت أمارس رياضتي اليومية وعند وصولي للمنزل أتفقد صندوق البريد ولكن هذه المرة هناك رسالة غريبة ومختومة بالشمع إلى العزيزة “جيانا جبران”، مضى الكثير على اسمي هذا فقد اعتدتُ على اسمي الادبي جنين من مرسلها ياترى
هل!!! تهذين
بعد عشرون عام غير معقول
قطع حبل أفكاري قائلا:
صباح الخير ماما
هاقد شرقت الشمس يا عزيزي
سأجهز الفطور حالاً وصلت البدلة ووضعتها في غرفتك وجهزت كل أغراضك، تبقى أمنية واحدة أن أراك عريساً
إلا هذه يا جين فانا لا أنثى سواكِ تدخل قلبي
يا لك من لعوب لسانك مثل والدك ليته معانا كان ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر رحمه الله يا أمي لا أريد دموع فانا اليوم خريج ابنك طبيب أيتها الأديبة
حسناً هي ستتأخر
سأمر بعد ساعة لإصطحابك أحبك يا جميلتي
متى ستكبر
بصوت عالي: لن أفعلها أبداً
فتحت الرسالة وبدأت في القراءة:
“لم أعرف كيف أبدأ فأنتِ من ترتبين الحروف كاتبة مثلك أخاف أن أخطئ أمامها
سلام عليكِ وما رأيتِ مني سلام أحببتك ولا مجال للنكران ولكن كنتُ ضعيف لا أقواى على مواجهة العالم رفض والداي لكِ دون معرفة من تكوني كان مسألة كرامة ومؤلم لي
وحين أصبت بالمرض قلت لعله عقاب على كسر قلبك. شفيت وتزوجت بإبنة عمي كما أرادوا كانت طيبة القلب ولم أرزق سوى بطفلة تحمل إسمك (جيانا).
حين زرت عكا علمت أنكِ تزوجتِ ورحلتِ معه كانت نُسخ رواياتك تصلني أول بأول كنت أريد أن أقرأ أي شي عني أو أكون بطل إحداها ولكن لم تفعليها ولو لمرة ربما فعلتِ ذلك عمداً لعقابي
ليتك تغفري ذنبي فأنا حتى بعد وفاة زوجتي عدت إلى الوطن واشتريت منزل في أحب مكان على قلبك (يافا) ستصلكِ رسالتي وأنا اليوم هنا في أهايو لحضور حفل تخرج جيانا إبنتي لعل القدر يريد أن أرى حقول يافا في عيناك من جديد.
المحب جاسر حامد
بصوت عالي: حبيبتي هيا تأخرنا
أ أنتِ بخير ما هذه الدموع ؟
إنها الفرح يا جاسر هيا فلنذهب
شردت بذاكرتها أيعقل بعد كل هذه السنوات أن يعود ونلتقي.
وصلنا
هل ربطة عنقي جيداً يا جميلة
دعني أعيد ربطها
هيا.. حضن كبير وأحبك أراكِ في الداخل
بين الحضور كنت وحيدة أجلس في المقدمة لأرى جاسر يكرم طبيب الدفعة الاول. رأيته يجلس في أخر الصف الذي أجلس به عيني إلتقت بعينه وابتسم
والان حان وقت تكريم الخريجين
ثمرة جهد كاتبة قديرة وأجمل بطل لروايتها طبيب الدفعة الاول جاسر جمال
وقفت دون شعور وصفقت بحرارة لبطلي ووحيدي غمرني بحب كأول يوم دراسة له جلس بجانبي
وكانت التالية الخريجة جيانا حامد
فقال:
إنها تعجبني جداً تشارككِ نفس الاسم وربما الابن يا أمي
إنه القدر فعلاً حين يقرر اللقاء ابني وابنته
جاسر وجيانا التاريخ يعيد نفسه.
المنشور السابق
المنشور التالي
صفاء يونس
صفاء يونس عامر.
من مواليد مديمة طرابلس 1995.
تكتب القصص القصيرة والنفحات الارتجالية والخواطر.
نشرت عدة نصوص في المواقع الالكترونية وصحيفة الديوان.
المؤهل بكالوريس تخطيط مالي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتعمل رئيس قسم التسويق شركة HTGroup.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك