.
( 1 )
– إذن … ؟
– إذن مـاذا ؟ .
– متى ستحبني .. ؟
و في ضحكةٍ هـازئة قال له :
– غداً ، أو ربمـا بعد غد . سأحبك حالما أضبُ أغراضي من قلبِي و أجِد لكِ متسعاً فيه .
– أنا لا أمزح ..
– ……..
– أتعرف ؟ ، إنّي لا أشعر بأنك تحبني حقيقةً … أشعر و كأنّي أمثل دور روميو و جولييت و أنتَ مُجرّد مُتفرج .
– ماذا تقصدين ؟ ، و الهدايا التي أشتريها لكِ ؟ ، و الساعات التي أمضيها معكِ ؟ ، و خاتم الخطوبة الذي بيدكِ ؟ ألا يُعتبر كل هذا حباً ؟ .
ابتسمت بحزن ،تنهدت … لاحقت عيناها بعض الطيور التي تحلق في السماء .. قالت و بصوتٍ ملؤه الضجر :
– آه صحيح ، لقد نسيت …
( 2 )
بعثرت بعض الوُريقات المُجتمعة في درجها الخاص باحثةً عن كنزٍ ما رُبما ، كانت تبحثُ بنهم عن مرادها بين تلك الكومة من رسائل و صور تذكارية و بعضٌ مِن ما مرثيات الطفولة و قصاصات شعر ، تذكرت أنّ تلك الرسالة كانت زهريّة اللون … اللون الذي لطالما أحبته ، و لطالما أحبّ أن يراسلها به ، تذكرت أيضاً أنّها الرسالة الأخيرة التي كانت قد أرسلها قبل أن يلملم شتات نفسه و يسافر إلى حيثُ تغرب الشمس ، تذكرت أيضاً أنّها لم تفتح الرسالة يومها لشيءٍ قد حزّ في قلبها و لا تدري لماذا تلهفت أن تقرأها بعد مُضيْ عامٍ عن سفره .
وجدَت الرسالة ، كانت مترددةٌ جداً من أن تفتحها … ضمتها إلى صدرِها و كأنّها تحتضن روحه ، و رغم أنّ رائحته قد غادرت ثنايا الرسالة التي تلطخت برائحة الدُرج الخشبية إلا أنها لم تتورع أن تتنفس الرسالة مرةً و اثنتين و ثلاث مرات ، و ببطء و حذر شديد و كأنّها مقدمة على عملية جراحية تصبح الغلطة فيها عبارة عن ورطة فتحت الرسالة ، لم تجِد فيها إلا بضعُ كلمات كانت تقول [ الشمس تتوضى من نور وجهك ، و أنا من دونك شمس مطفيّة … بس هي الحياة سادية ] ، و لا تدري كيف سقطت دمعة و كيف ارتبك قلبها في وصف ما يمر به ، لا تدري كيف احتضنت الورقة بعُنف و أجهشت تغسلُها من الحبر المتحجر بها .
كان كل من يحاول أن يتحدث إليها تقول له [ بس هي الحياة سادية ] ..