أراني هناك
وأبدو هنا
فما عُدتُ أدري أنا أيُّنَا
.
تعلّقَ نصفيَ بالمستحيلِ
و نصفٌ هَوَى
وارتضى المُمكِنا
.
أعيشُ مع الدُّودِ تحت التُرابِ
بروحٍ تُحلِّقُ حيثُ السَّنا
.
فيا غُربتي وسط هذا القطيعِ
ويا بُعْدَ ،،
يا بُعْدَ ما بينَنَا
.
**
تَسَلّلَ من خلف قضبانِ صدريَ
عصفورُ عِشقٍ ، وطافَ الدُّنى
.
إذا جُنّ ليلِيَ ..
أسرجتُ خيلاً من الجِنِّ
ترفضُ أن تَسْكُنا
.
وأطلقتُ للصيدِ طيرَ القصيدِ
فعادتْ بأشرَسِهِ مُذْعِنا
.
فَبِتُّ أنَادِمُ ألفَ “ابن هانئ”1
حتى تدورَ القوافي بِنا
.
و تَنْشَقَّ أرضُ “إليوتَ”2 عنه
و قبرُ المَعَرّةِ عن “شيخنا”3
.
ويَرقُصَ “زُوربَا”4 ويعزِفَ لحناً
ويملأُ كأسَ السؤالِ لنا
.
**
وحينَ تُغادِرُ كلُّ النجُومِ
وتحمِلُ للغيبِ أسرارَنا
.
يُكَشِّرُ وجهُ النهارِ الكئيب
ويُسفِرُ عن قُبحِهِ مُعلِنا
.
أعودُ إلى الأرضِ دودةَ وحلٍ
أقصُّ على الطينِ أحلامَنا
.
يُكذِّبُ معراجَ روحي الجميعُ
ولا أرى غيريَ بي مؤمِنا
*********
1/ اشارة لأبي نواس
2/ ت.س. اليوت ، شاعر انجليزي صاحب قصيدة (الأرض اليباب)
3/ إشارة لأبي العلاء المعري
4/ بطل رواية (زوربا اليوناني) لـ نيكوس كازنتزاكي
المنشور السابق
المنشور التالي
عمر عبدالدائم
عمر عبدالدائم، مواليد مدينة سبها في 18/3/1964، درس فيها الابتدائي والإعدادي والثانوي، تفوق في الثانوية العامة القسم العلمي سنة 1981، وتم توجيه دفعته كاملة للكلية العسكرية، ليستقرّ به المقام في كُليّة الدفاع الجوي، ثُمّ أوفِد وبعض زملائه للدراسة في مدينة سراييفو بجمهورية البوسنة إحدى جمهوريات يوغسلافيا الاتحادية “سابقاً”، تخرّج سنة 1985م مُتَحصّلاً على بكالوريوس هندسة كهربائية من الأكاديميّة العسكرية للهندسة الجويّة، في مجال الأنظمة الدقيقة للصواريخ المضادة للطيران.
انتسب للجامعة المفتوحة كصاحب عمل حُر، أكمل دراسة القانون في سنتين ونصف السنة، 2010.
تقدم في 2014 لإكمال الدراسة العليا في مجال القانون الجنائي، وتحصل على درجة الماجستير من جامعة طرابلس في 2016، وكانت الرسالة بعنوان “الطعن في أحكام و قرارات المحكمة الجنائية الدولية”.
صدر ديوانه الأول ” يسكنني” في يناير 2014، عن وزارة الثقافة والمجتمع المدني بليبيا، وكان أول توزيع له في معرض القاهرة للكتاب 2014، أما ديوانه الثاني ” قبضةٌ من حُلُم” تحت الطبع الآن في وزارة الثقافة والمجتمع المدني.
قدم استقالته من الجيش في 2016، يعمل حالياً كأستاذ جامعي متعاون في الجامعات الليبية، أسس “منتدى ألوان الثقافيّ” صحبة مجموعة من المهتمين بالشأن الثقافيّ في ليبيا. تحصل على عدة جوائز محلية كان أخرها جائزة “أوسكار ليبيا” للإبداع الشعري.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك