د.شـعـبان عـوض
“بعل” كلمة قديمة نجدها في اللغة العربية وكذلك في شقيقاتها، مثل العبرية، والبابلية، والآشورية، والسريانية، والفنيقية… وكانت تعني عند الشعوب الوثنية القديمة إله الخصب والنماء، قال الله تعالى في سورة الصآفات (وإنّ إلياس لمن المرسلين إذا قال لقومه ألا تتقون أتدعون بعلاً وتذرون أحسن الخالقين)
ثم انتقلت دلالة هذه اللفظة لتطلق على الزوج، جاء في سورة هود على لسان سيدتنا سارة زوج إبراهيم عليه السلام عندما بشرتها الملائكة بالإنجاب: (قالت يا ويلتا أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخًا إن هذا لشيء عجيب)
وجاء في قصة عبرية قديمة تعود إلى آلاف السنين وعنوانها: سليمان والحمام المفتخر، فقد كان هذا الذكر من الحمام يقول لأنثاه: أترين إلى قصر سليمان هذا إنني أستطيع أن أجعل أعلاه أسفله، وبما أن سليمان عليه السلام كان يعرف منطق الطير استدعاه وعاتبه، فاعتذر الحمام قائلاً، وسأكتب قول الحمام بالحروف العربية “رخمت خا أدوني فتخنوناخ هيا يحطا بعل بهت بأرو لِفني اشتو” وترجمة النص هكذا: “رحمتك سيدي وتحننك أيخطئ بعل (أي زوج) بافتخاره أمام زوج ”
غير أن اللهجة الليبية لازالت تحتفظ بهذا المخزون التاريخي القديم للفظة، فمن منا لا يفضِّل فاكهة البعلي، والبعلي هو المزروع المعتمد على ماء المطر (ولا ننسى بإرادة الله)
ثم تطوّرت هذه اللفظة في اللهجة الليبية لتنتقل من المزوع إلى المزرعة ذاتها.
أنا هنا لا أكفِّر ولا أبدِّع؛ لأننا شعب مؤمن، لكن هذه الاستخدام برز من عمق التاريخ القديم.
عذراً للإطالة.