

[8] زَقْية..
وتعني في اللهجة الليبية: “هراوة” “عصا غليظة”
وهي سريانية في الأصل وليست عربية، ولم ترد في أيٍ من المعاجم العربية القديمة، وإنما أوردها المستشرق الهولندي (رينهارت دوزي) في معجمه (تكملة المعاجم العربية).
“زقية وزقاية (سريانية): عصا، وتجمع على زقيات وزقايات” [تكملة الماجم العربية].
لكن السؤال هنا هو: كيف انتقلت من السريانية إلى اللهجة الليبية دون أن تمر بمعاجم العربية الشهيرة؟.
أما في الفصحى فإن كلمة “زقية” تعني “صيحة”، وفي قوله تعالى: (إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ) [يس 53] قرأها ابن مسعود (إِن كَانَتْ إِلَّا زَقْيَةً وَاحِدَةً…).
“والزَّقْيَةُ: الصَّيْحَةُ”؛ نقلَهُ الجوهريُّ وقَرَأَ ابنُ مَسْعودٍ: إِن كانتْ إلاَّ زَقْيةً، مَكانَ صَيْحَة. [تاج العروس].
الزَّقْيَةُ: الصَّيْحةُ. وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنه كَانَ يَقْرَأُ: إِن كانت إِلَّا زَقْيَةً وَاحِدَةً، فِي مَوْضِعٍ صيحةً. [لسان العرب].
ورُوِي عَن ابْن مَسْعُود أَنه كَانَ يقْرَأ: (إنْ كَانَت إلاَّ زَقيةً وَاحِدَة) [تهذيب اللغة].
“قال توبة بن الحمير:
ولو أن ليلى الأخيلية سلمت … عليَّ وفوقي جندلٌ وصفائحُ
لسلمتُ تسليم البشاشة أو “زقا” … إليها صدىً من جانبِ القبرِ صائحُ”.[الجليس الصالح والأنيس الناصح].
أما العصا الغليظة في اللهجة الليبية فلها أربع مفردات وهي: “زقية”، “هراوة”، “حِبْلة”، “دَبُّوس”.
وتُنطق القاف في كلمة “زَقْية” كالجيم المصرية.