الروائي إبراهيم الكوني (الصورة: عن ليبيا المستقبل)
متابعات

الكوني: على الكاتب أن يصنع أسطورته الخاصة

بوابة الوسط

الروائي إبراهيم الكوني.
الروائي إبراهيم الكوني. الصورة: عن ليبيا المستقبل.

حل الأديب الليبي إبراهيم الكوني ضيفًا على معرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن اللقاء الفكري بالقاعة الرئيسية، وأدار الحوار الدكتور محمد بدوي.

وقال محمد بدوي مقدم الندوة إن إبراهيم الكوني أديب عالمي، وقلمًا تفرز الأمة العربية كاتبًا بحجمه، فهو ليس كاتبًا محليًا، وليس متعثرًا يتقدم ويتأخر، إنما هو رؤية واسعة للعالم والوجود، في الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات للمطالبة بالواقعية التي تهتم بتفاصيل المدن وتبحث عن الصراعات بين الحكومات والمواطنين، وفقًا لموقع «بوابة الأهرام».

وأضاف: «كان الكوني يبحث في منطقة أخرى، إذ يلجأ الكوني للكتابة عن الحياة بمعناها الواسع، ولا يشغل نفسه بالتفاصيل الأخرى، فنحن إزاء رواية مختلفة ليس بها قضايا الأنا والآخر، أو القضايا الأخرى التي ينشغل بها العالم، كان يبحث هو تمثيل الوجود البشري الذي لا يكشف نفسه بسهولة، وكان التحدي الكبير».

وتابع «الكوني كان هناك منطقة بالصحراء الغربية يسكنها عائلة الطوارق، ولكن الكوني لم يكتب عن التهميش بهذا المعني، لكنه استخدم الصحراء باحثًا عن الأسئلة الأولى التي فرضت نفسها، ففي كتابة الكوني عالم شاسع مختلف هو عالم يمثل أزمة الوجود البشري والنزوع في الحياة».

ورأى البدوي أن الكوني يحتاج إلى عمل دؤوب من النقاد العرب، لأن الكوني «أديب كبير لا يشبه إلا نفسه، مشيرًا إلى أن النقد العربي ليس مشغولًا بالوجود البشري، فقد جاء الكوني بمعان لم نجدها في الأدب العربي، وله سرد مبطن، وصاغ كل هذا بدأب ليصبح كونيًا وقادرًا على طرح الأسئلة». 

قال الروائي الليبي إبراهيم الكوني «أنا تلميذ هرم مصر الروائي الأديب العالمي نجيب محفوظ في الواقعية»، وأضاف «أحب أن أشكر مصر التي دائمًا تؤوينا في المجاعات منذ بداية التاريخ وأي أزمات سياسية حديثة، وتقف بجانبنا على عكس دول جوار أخرى».

وعبر الأديب إبراهيم الكوني عن امتنانه لمقدمة محمد بدوي، مشيرًا إلى أنه اختزل رؤية النقد العربية على مدى عشرات السنين بما يكتب، لأن الهدف الأساسي والهاجس الذي يشغله هو الرؤية الفلسفية.

وقال الكوني إن الأدب العربي المعاصر «لم يعي هذه الرؤية التي كانت هاجسًا، وفى مؤتمر الأدباء العرب العام 1977، كان المحور في ذلك الوقت هو مشكلات الأدب المعاصر، بما يعني أن ثمة هاجسًا يحيا في أعماقي من التجارب الأولى، وأستطيع أن أقول إنني تلميذ لنجيب محفوظ»، وأضاف «أحيي أهل مصر، فقد كانت مصر تؤوينا في الحروب والمجاعات وتقتسم معنا الهم، وكلما ألمت بنا بلية لم نجد إلا مصر على عكس شعوب جوار كثيرة التي لا يمكن أن تقارن بموقف مصر»، وفقًا لموقع اليوم السابع.

وتطرق الكوني في حديثه إلى الكتابة الروائية، قائلًا «أريد أن أشير إلى أن الكتابة الروائية تحد، والكتابة الروائية الصحراوية تحد مرتين، في حين أن رأس مال الرواية في المجتمع هو العلاقات، والرواية بالدرجة الأولى دراما في كل مكان، لأن كثيرًا ما تستهوينا الروح الشعرية فنستغني عن الدراما، للروائي سمته الخاصة وتقاليده وأساطيره ووجوهه، وكي يتميز عن الآخر هذا تحد له».

وأضاف «واقع إنسان الصحراء واقع غير دنيوي، هو واقع أسطوري، كان علىّ أن أبحث عن طريقة لتسخير الأسطورة في العمل الروائي، لأنني تعلمت ذلك من تجارب الأدباء الأوروبيين الذين استفادوا من الخبرات العربية، في حين أننا تغيبنا، فنجد ماركيز أو كافكا لجآ إلى الأسطورة في أدبهما، فالرواية الحديثة في العالم العربي مأدلجة لأن البعد الطائفي هو البعد السياسي، في حين أن السياسة ليست هي المتن بل هي الهامش، والوجود هو المتن، فعندما نغلب الهامش على المتن ونحوله إلى متن، نجرد إبداعنا من أهم أسلحته، ومزاياه، حتى أصبح الهوس بالواقع هو المهيمن».

ورأى أنه على الكاتب أن «يصنع أسطورته الخاصة، فلا يبقى في تاريخ الأدب العالمي إلا النص الموثق، والأسطورة ضمان لخلود النص، فلو كتب هوميروس الإلياذة بالواقعية هل كانت ستخلد؟ بطبيعة الحال لا، الواقعي هو أدب المعلومة والمعلومة شيء عابر، وخال من البعد الميثولوجي، وتجربة الآداب العالمية تثبت لنا ذلك ولم يبق كاتب ممن يكتبون الأدب الاشتراكي، ولهذا التقنية تشكل خطرًا جسيمًا على الأدب لأنها تروج لأدب المعلومة والأدب الحرفي»، وأضاف الكوني «إذا لم تعصف الرواية أوتاره الإلهية أو أوتاره التي تبشر بالخلود، فلم تبق»، وفقًا لموقع «بوابة الأهرام».

وعن الجوائز قال «يجب أن نقدم امتنانًا للجوائز إذا كان غاية الجائزة تحفيز وتشجيع المبدع على الإبداع، هذا مبدأ نبيل، وحتى إذا حدث أن يكتب رواية للجائزة شيء جميل أيضًا ولكن الجوائز تلعب دورًا معاكسًا وتتحول لعائق وليس حافزًا، الكثير حين يفوز بجائزة كبيرة لا يعرف كيف يكتب نصًا، ومن هو الكاتب الذي حصل على نوبل وكتب عملًا قويًا يساوي ما كان يكتب، لن تجد، العرب نفس الشيء».

وعن سؤال الهوية قال الكوني «حدثت ندوة لي وحين سئلت عن موقفي من الحداثة استغربت، بالنسبة لي الحداثة غير واردة، أنا أكتب عن عالم خارج الزمن وفي البعد الأسطوري، فالهوس بالحداثة أدى بنا إلى اختلال القيمة في الوجود الإنساني».

مقالات ذات علاقة

المركز الليبي للدراسات الثقافية يُطلق أولى أنشطته

مهند سليمان

الدكتور الصدّيق نصر يحاضر عن عبقرية المنهج النقدي في علوم الحديث

مهند سليمان

بالبو وتجربة ست سنوات من الحكم في ليبيا

مهند سليمان

اترك تعليق