متابعات

الدكتور الصدّيق نصر يحاضر عن عبقرية المنهج النقدي في علوم الحديث

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

محاضرة (عبقرية المنهج النقدي في علوم الحديث) للدكتور “الصدّيق بشير نصر” – مجمع اللغة العربية

في إطار برنامجه العلمي والثقافي لعام 2023م نظّم مجمع اللغة العربية صباح يوم السبت 20 من شهر مايو الجاري، محاضرة بعنوان(عبقرية المنهج النقدي في علوم الحديث)، ألقاها الدكتور الباحث “الصدّيق بشير نصر”، وقدمها الدكتور “عمر لطفي العالم” بقاعة اجتماعات المجمع بطرابلس بحضور لفيف من المثقفين والأكاديميين والبُحّاث، وفي توطئته أشار الدكتور الصدّيق إلى أن علوم الحديث بجميع أنواعها تعد مفخرة العقل الإسلامي فهي حسب تصوره صناعة إسلامية محض لا تشارك أمة الإسلام فيها أمة أخرى، لا في القديم ولا في الحديث، ولفت الدكتور الصدّيق أن أدنى مقاربة يمكن إجراؤها بين قواعد نقد الخبر عند المسلمين، وقواعد نقد الخبر لدى غيرهم من الشعوب الأخرى لا يصح بحال من الأحوال أن يقارن بما عند المسلمين.

الإسلام مؤسسة أصول علم التاريخ النقدي
مضيفا بالقول أنه ينبغي تبيان مواطن التفوق ونقاط القوة في المنهج الإسلامي لنقد الخبر، ووفق ما يرى الدكتور الصديق كثير من القواعد العلمية التي وضعها المحدثون منذ أكثر من ألف عام لم تبلغها المناهج النقدية التاريخية لدى الأرووبيين بل لم نبلغ عشرة معشارها حتى هذه الساعة، وأكد الدكتور الصدّيق في سياق محاضرته أن المنهجية الإسلامية فذة وفريدة وقد أثارت حفيظة وامتعاض علماء التاريخ في العصر الحديث لذلك اتجهوا إلى دراستها والتدقيق فيها لدرجة أنه هالهم ما توصلوا إليه من نتائج واكتشافات فصرّح بعضهم دون مواربة أن أمة الإسلام هي مؤسسة أصول علم التاريخ النقدي، وأن القدر الذي جاء به العلماء المسلمون في ضبط الحديث النبوي لا مثيل له على الإطلاق، واستشهد الدكتور الصديق برأي “شبرتغر” الذي قال أنه لا توجد أمة على مدار التاريخ تحتفظ بنحو مليون ترجمة لرواة أخبارها ورواة أحاديث نبيها، أسماؤهم وأسماء آبائهم وأجدادهم وألقابهم، وكُناهم ونسبتهم إلى البلدان وما نحوه علاوة على الضوابط الصارمة التي ابتدعوها لضبط الروايات المدوّنة والمكتوبة.

الدكتور “الصدّيق بشير نصر”

العناية بالرواية الشفهية
من جانب آخر أوضح الدكتور الصدّيق تطور الاهتمام بالرواية الشفهية حيث بيّن أنها لم تعد من علامات المجتمعات البدائية كما كان يعتقد علماء الاجتماع والإناسة، مدللا على هذا الأمر بتعدد إقامة المؤتمرات المعنيّة بالرواية الشفهية في العالم، وتخصيص مراكز بحوث ودراسات تبحث الرواية الشفهية، كما ذكر الدكتور الصدّيق سمات المنهج العلمي للنقد التاريخي مثل الشمول والاستيعاب، والدقة والتقسيم والتفريغ، وابتكار علوم مساعدة للعملية النقدية، فيما عدد الدكتور الصدّيق علوم الحديث بدءًا من علم مصطلح الحديث وعلم الرجال، وعلم الجرح والتعديل، وعلم العلل، وعلم غريب الحديث وعلم مختلف الحديث، وعلم مشكل الحديث، وعلم إعراب الحديق وصولا لعلم التصحيف والتحريف.

مقالات ذات علاقة

منتدى جامعة طرابلس يناقش التصور الإسلامي في الأدب العربي والعالمي

مهند سليمان

الثقافة تحتفل باليوم العالمي للتنوع الثقافي

المشرف العام

جامعة طرابلس تستضيف ملتقى الأدب والنقد في ليبيا

مهنّد سليمان

اترك تعليق