أحمد ختاوي
السائد راهنا في بالمشهد الادبي والنقدي إصطلاحات عديدة منها الشعرية، السردية والمسردية، كما اصطلح عليها الروائي عزالدين جلاوجي وغيرها من الاصطلاحات المتداولة وعلى حواشيها شبه اصطلاحات كالجسد كروح وكمبنى هيكلي، فيزيولوجي، فصل الجسد عن الروح وغيرها، الحسد كسلاح وكدفاع وكأنتماء …إلخ. مما يتداول خاصة في الادب الانثوي أو كما يطلق عليها البعض الادب النسوي .
في حدود معرفتي وعلمي، لم أر اصطلاح “جسدية” المبنى الشعري أو السردي، ولعلي بتسويقي لهذا الاصطلاح سأكون به ربما خارج رقعة المألوف باستعمال لفظة “جسدية” كإصطلاح وهي غير متوفرة في النظم النقدية كلفظ اصطلاحي، بهذا النعت “جسدية” أو حتى في قواميس التداول إنطلاقا من قناعتي بأن جسدية المبنى الهيكلي للنص تمنحه صفة الإغواء والولاء – عقلانيا ومنطقيا – حينما يكون هذا الأخير نمطية إبداعية متجذرة في ذات المبدع من منطلق كونها تعبيرا ذاتيا وضمنيا وإفراغا منطقيا أيضا لهم ّ أو مواجع أو حتى تجليات في حدود: بوتقتها “التعبيرية: فنيا، أدبيا، وبوحا .. معا لا الغواية في مدلولها الاستهلاكي الكلاسيكي، فإنني بهذا سأكون – ربما – قد وقفت وإياكم في ذهول أمام عتبات طابوهات قد يكون من الأليق عدم تخطيها، فالغواية – في تصوري -تختلف عن الإغواء اصطلاحا ومبنى ودلالة من منظور كونها جسدا حسيا، بينما الاغواء في مفهومه الإدراكي يمنح شهية الانجذاب إلى النص، والنص وفقط، دون نظرة أخرى لماورائية النص، بينما الغواية تنحت في تراب وأتربة الغواية من حيث هي اشتهاء لللماورائية بنظرة أخرى مغايرة تماما، وهنا يكمن التضاد والتوازي.
أدوات الإغواء انفعالا وتفاعلا تتنافس مع مناحي أخرى ومع نفسها عند الجنسين المرأة والرجل بصفتهما أديبين، كل منهما يوظفها بحواسه ومشاعره وما تثيره الغواية أو الإغواء عند الطرف الاخر.
الإغواء يتخذ أحيانا أيضا صفات متعددة كالجبرية وتعددية الاقدار ومنطقة الغواية فلسفيا، لتصبح أداة فاعلة تطعم النص بمنأى عن تشكيلاته البنيوية والبنائية، وبمعزل أيضا عن توظيفها فنيا كملاذ للاشتهاء .
وإن كان عند البعض يكتسي – في كلتي الحالتين – البعد الدلالي حسب كل حالة حسية وشعورية، سواء من الكاتب أو المتلقي اللهم إلا إذا فصل عن نية الملذات: اشتهاء للنص أو لصاحب أو صاحبة النص، أو “نصية” النص الضمنية التضمينية هنا تتحول في غالب الأحايين إلى ولاء أو على صعيد آخر الى مجموعة ولاءات وميكانيزمات وعند البعض الى مكبوتات .
من خلال قراءاتي لأغلب النتاجات النسوية الصريحة أن الإغواء اتخذ أشكالا تعبيرية متفاوتة من مبدعة لأخرى. بعض المبدعات يعلن ولاءهن للإغواء من خلال فلسفة الإغواء ذاتها كمنهج سلوكي بعيدا عن فكرة إثارة الاشتهاء عند المتلقي من الجنسين، وعند البعض يظهر سافرا جليا فيتخذ صفة التجاذب والانجذاب إلى أبعد حد .
كل حالة حسية وشعورية ووجدانية تتخذ منه – أي الاغواء – عشا دافئا أو ملاذا لإفراغ حالة شعورية، وهذا كما أشرت يختلف من مبدعة لاخرى.
عمدت عنوة تكرار كلمة “إغواء” أكثر من مرة لتضمين الضمينة في سرد النفس الإبداعي كمنفى شعوري نفساني يتكرر وكعزف على قيثار نتاجات كثير من المبدعات