أبسط مالبساطة..عندي قدر عمره ما تواطه..عايش دوم أبسط مالبساطه..
أسهل مالسهوله..وعندي عقل صاينهن أصوله..
جوله فرح و أحراني في جوله..شهم فطين مش لي الحناطه..
نظم الشعر نبني بيه دوله..فارس قول كلماته احناطه..
وعندي السان ما يخطي فقوله..ربت جود من منهل قماطه..
اصفا من الصفا..لا نغتاب لانرضى خطا..
طيب دوم عايش عالرجا..و عند الله قسمي ما تباطه..
ان صار العيب من صاحب جفا..ننشد ليش في النشدة تباطه..
و في الغيات مو شاقي بغلا..غلا هالوقت نلقنه سلاطه..
هكذا يقدم نفسه و يصفها بل تصفها كلماته و تلك الابتسامة المرسومة دائما على محياه، يسير وفق منهجه المتواضع و الواضح الذي اختاره لنفسه بعناية (الله خلقني و ما دمت أجتهد لرضاه سيكرمني لا محال).
هو عبد الرحيم بشير المقريف من مواليد 1990 بقصر الأخيار، دبلوم عالي صيدلة تخرج من المعهد العالي للمهن الطبية بالخمس، بدأ اكتشاف ذاته لما اكتسب الشجاعة الأدبية و الثقة بالنفس و حب التميز بتعزيز من مشرفي الحركة الكشفية حيث انضم باكرا و هو في عمر 12 عاما كما بدأت ذائقته الشعرية تنمو من خلال شغفه بالشعر و الاستماع لقصائد الشعراء ممن وصلت قصائدهم إلى دائرة سماعه و من ثم ترديدها، و لقد اجتهد لتنمية و تطوير هذه الذائقة فاختار أن ينظم بنفسه و لنفسه و بدأ بمحاولات شعرية بسيطة آنذاك دون الرجوع ﻷي شاعر ذلك لأن مدينته تفتقر لوجود شعراء كبار و لم يكن هناك مناخ لتداول الشعر بصوؤة مستمرة في تلك الفترة و من زمن البدايات يقول فيها:
حدر دمع عيني لين تمادى..نزل مالعين و في الكنين تهادى..
ثم انطلق نحو زيادة التكرارات و المحاولات مستخدما المفردة الحديثى حيث قام بتوظيفها بالروح البدوية أو الشعبية و قدمها في عمل بسيط و قريب من السامع البدوي البسيط أيضا، فانطلق هو و انطلقت معه الكلمات تعبر الأمكنة تمضغ لحم الأزمنة لما اجتمع بداخله و الشغف فقاداه نحو تكملة ما بدأه السلف في مجال نشر و إبراز و إحياء الشعر الشعبي، كانت بدايته في هذا إذاعة قصر الخيار المسموعة ثم وجد نفسه أمام عدسات الإعلام يعرف بالشعر و يبرز قصائد كبار الشعراء و في عام 2012وضعته الأقدار أمام تجربة جديدة حيث وجد نفسه كضيف في إحدى حلقات برامج قناة فزان الفضائية و بعد انتهاء الحلقة مباشرة التقى السيد خالد محجوب مدير البرامج الإذاعية بالقناة فعرض عليه العمل كمقدم برامج لدى القناة فقبل ليبدأ مشواره الإعلامي و يخط بيمناه رسالته الهادفة للتعريف بالموروث الشعبي الأصيل و نقله من جيل إلى جيل بمضمين تبرز قيمته الفنية عبر برنامجه (راس بيت) الذي استمر قرابة 3 سنوات، و في عام 2016 عاد للتقديم البرامجي المسموع ليكمل مسيرته في الإعلام التراثي عبر راديو ليبو.
حصد المقريف العديد من الجوائز تقديرا لدوره البارز في تقديم الشعر الشعبي بأسلوب سلس بسيط للذائقة العامة، كما تحصل على العديد من التراتيب في مشاركاته الشعرية حيث تحصل على الترتيب الأول لثلاث سنوات متتالية منذ عام 2008 حتى عام 2011 أيضا تحصل على الترتيب الأول على مستوى المنطقة الغربية غريان عام 2010و الرابع على مستوى ليبيا في مسابقة طلبة الجامعات بنغازي عام 2008،تأهل للمرحلة النهائية في برنامج شاعر ليبيا ضمن 15 شاعر فقط من بين 370 مشارك من مختلف مدن و مناطق ليبيا، شارك خلال مسيرته في العديد من المهرجانات و الاحتفالات الاجتماعية و الوطنية و استطاع حصد العديد من الجوائز تقديرا لدوره الفاعل في إبراز الشعر الشعبي باعتباره جزءا لا يتجزأ من التراث حيث تم تكريمه من قبل جامعة المرقب عام 2010 و لعل أبرزها هو تكريمه من قبل الهيئة العامة للمسرح و الخيالة بقصر الأخيار عام 2016 بعد مشاركته في برنامج شاعر ليبيا.
كتب جميع الألوان و الأغراض الشعرية و يفضل الكتابة في (البورجيلة) و هو سلطان الشعر كما يسميه الجميع فضلا عن كونه شاعرا غنائيا حيث لديه العديد من الأعمال الغنائية المسجلة و هي منتشرة عبؤ منافذ التوزيع المختلفة، و لقد تغنت بعذب كلماته أروع الأصوات الغنائية الشابة و لعل من أبرزها الفنانين:محمد الشامخي، رويدا، عمر أصيل، وليد التاجوري، أيوب العربي، حسين انديشه و طه المرزوقي و غيرهم.
و من أشهر أعماله:
هذوم أولادك يا بلادي..ليبيين الله الله..
في وجه الظالم و العادي..ايداعوا عالنار امداعاه..
كلمات ظرفية قدمها لفرسان المنتخب الوطني عام 2014 تغنى بها الفنان الشعبي محمد الشامخي بمناسبة فوزه على نظيره الغاني و عاشت في ذاكرتنا الشعبية، كما قدم خياله الخصب أعمالا غنائية لمهرجانات كبرى أهمها أغنية مهرجان جنزور للفنان وليد التاجوري، أضف إلى هذا أوبريت صيف الخمس 2016 بأداء مجموعة من الفنانين الشعبيين.